فارس اللغة ومن أعلامها العظماء وعضو مجمع اللغة العربية
ربما لم يسمع الكثيرون بالأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب، وربما لم يهتم بمعرفته إلا تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه بالإضافة إلى المهتمين باللغة العربية وعشاقها، ولكنه في الحقيقة يعد واحدا من أكبر علماء اللغة العربية وأعلامها وفرسانها العظماء، ويعد ناسكا في محرابها، حيث أوقف حياته لخدمة اللغة العربية والدفاع عنها، كما كان صاحب مدرسة في تحقيق التراث عرفت باسمه ونسبت إليه، أرسى قواعدها والتزم بها طلابه من بعده، وكما يروي عنه طلابه وتلاميذه فإنه كان عالما مهابا وأستاذا جليلا، كما كان آية في التواضع والتفاني في التدريس والتعليم، وعرف بالتقوى والصلاح والزهد والعفة والتواضع والكرم والطيبة وطيب النفس، وعلم طلابه ورباهم وغرس في نفوسهم العلم والفكر والقيم النبيلة.
وقد ولد عالم اللغة العربية وفارسها في يوم 21 فبراير سنة 1930 بالقليوبية، وتخرج في كلية دار العلوم في سنة 1956 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وكان ترتيبه الأول على دفعته، وتلاه في الترتيب وقتها زميله الدكتور عبد الصبور شاهين، وبعد تخرجه عمل مدرسا للغة العربية بمدرسة النقراشي الإعدادية، ثم سافر في بعثة إلى ألمانيا، حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة ميونيخ في سنة 1963، وبعد عودته من ألمانيا عمل معيدا بكلية الآداب جامعة عين شمس ثم أستاذا مساعدا فأستاذا، وظل يترقى حتى أصبح عميدا للكلية ثم رئيسا لقسم اللغة العربية بها.
وبالإضافة إلى تبحره في علوم اللغة العربية فقد أتقن رحمه الله عددا كبيرا من اللغات المعروفة والمجهولة للكثيرين، مثل الألمانية والفرنسية واللاتينية والتركية والفارسية والحبشية والأكادية والسبئية والمعينية والسريانية، وقد تم اختياره عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما تم اختياره عضوا بالمجمع العلمي العراقي، وقد عمل الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب رحمه الله أستاذا زائرا بجامعة فرانكفورت بألمانيا، بالإضافة إلى عمله أستاذا زائرا أيضا في عدد من الجامعات العربية بكل من المملكة العربية السعودية والمغرب والجزائر والمملكة الأردنية، وتوفي رحمه الله في يوم 27 أغسطس سنة 2001، بعدما ترك للمكتبة العربية ما يقرب من 52 كتابا ما بين تأليف وترجمة وتحقيق، بالإضافة إلى ما يقارب 130 بحثا ومقالا متخصصا.
Discussion about this post