قصة قصيرة بقلم : غفران المشهداني
أسدل ستار الضوء، عتّم المكان عليه بسرعة، تغيرت الأصوات في مسمعه، التصق بالشيء المحاوط له لا يعرف أن كان جداره المعتاد عليه أو شيئاً يشبه! يصغي متصنتاً محاول التعرف على الصراخ الذي تعالى بقربه، بدأت التساؤلات تدور في عقله، هل من المعقول هذا مذياع جارتي العجوز تحول من أغنيات فيروز ألى صراخ؟ تلفت يميناً ويساراً يبحث عن شي ما! إذاً أين حذائي المثقوب؟ كيف له أن يتركني وهو الرفيق الوحيد للشقاء والمتاعب،
يصمت وتصمت ثرثرة افكاره، يعم هدوء غير متوقع في ظل هذهِ العبثية وفوضى المسرحية التي عرضت بوقت قليل، يطرق صوت مطرقة ثلاث طرقات متتالية، يا إلهي كأنها طرقت أبي للباب في المرة الأخيرة قبل رحيله! هل هذهِ أيضاً تنبيه للفقد، لأننا في تلك اللحظات عندما خرجنا رأينا الباب تعانق أبي بكل ما أوتيّتْ من قوة،
_أصمت أيها المجنون تتكلم وتهلوس كثيراً!
_أين أنا؟ من أنتم؟ كيف أتيت ألى هنا؟
_كانت نهاية لحظاتك الأخيرة حين فاحت رائحة جثتك أرجاء البيت، وجارتك العجوز تعالت صرخاتها حين شاهدتك وأنتَ مستلقي الاريكة دون أنفاس تحركك، وحذائك تركناه يروي قصة سنواتك الممزقة ووحدتك وتيتمك بالقرب من مكان عملك،
والآن بدأت رحلتك في العالم الآخر ربما سيكون أفضل من تلك التي تسمى شبه حياة.
Discussion about this post