( مزامير)
أطير أطير بين يديك
كأن السحاب يُغلّفُنا
والتفاصيل خيوط حرير
تشربكت ببعضها التفاصيل..
وفي القلب مزامير تصدح
تترنح الأشواق تذبح
تجمّعُ سنونوات العمر حولها
وتٌنقّر بأمانٍ حولها العصافير..
مزاميرٌ تسفّرني بين البلاد
يتراشق حولها دمع العباد
هذا الذي طاف وصار يغرف
وتجاوز الآهات في عتاباتنا والمووايل..
مزامير على حلم الغياب تعطفُ
كم يٌتلفُ نزوحنا القسري ويسرفُ
حين يصبح الوطن سجناً كبيراً
إلى متى وإلى أين لانعرفُ
وطويلٌ جداً هذا النفق المظلم
والنور خلفه شحيحٌ جداً
كم باتَ مطلوباً و مفقوداً بلا دليل..
مزامير تعيدني إلى أمي
حيث الحنان والعناق ينتمي
تتلمس شعري ..وجهي
وكأنني بحضنها أرتمي
تخفي دموعها الهاملةِ
وبحشرجة صوتها تحتمي
تُقبّلني من خلف شاشة الموبايل
لاعنةً بنفسها أسباب بعدنا
وهذا اللقاء الدامع البديل..
مزامير تسفّرني لغاباتنا
لأوكسجينٍ كان يجمّلُ حياتنا
وكأن الطبيعة تنتقم لذواتنا
وتحدو حدائها الأخير
قبل نفوقها الأليم بالسعير..
مزامير لربما بطحن قلوبنا تعرف
تتصرف مطروبةً مغرومةً لاتنزفُ
تشرف على مواعيد قطفنا
تعيدنا إلى حقولنا وجمعات صيفنا
تحفر كالشمس في ذاكرة النخيل
ليرقص الغرباء في أوطانهم بعرسها
ويترع الغائبون من الحنين كأسها
ولأجلها هذا الغريب يكتب
ولأجل من يحب يرتبُ
للمساء خطابه المتيم المرير..
Discussion about this post