زاهر في “ليالي الحلمية” وعاصم الغرباوي في “العصيان”
الفنان إسماعيل محمود يعد واحدا من الفنانين المبدعين أصحاب الأداء الراقي، والذي يستحق أن يوصف بصاحب الأداء السهل الممتنع، ورغم موهبته الكبيرة إلا أن هذا الفنان الذي لا يعرف اسمه البعض، لم ينل ما يستحقه من شهرة أو تكريم لعطائه الفني الكبير، ولعل السبب في ذلك يعود إليه هو شخصيا، حيث أنه كان يهوى العمل في صمت بعيدا عن الأضواء والشللية، كما كان وبشهادة المقربين منه فنانا حقيقيا وملتزما يؤدي عمله بإتقان ولم يسع للشهرة أو الأضواء يوما.
وربما تكون شهرة الشخصيات التي جسدها الفنان إسماعيل محمود في عدد من كلاسيكيات الدراما المصرية قد نالت شهرة أكثر من اسمه هو، فمثلا في مسلسل “ليالي الحلمية” من الذي ينسى دور زاهر ابن العمدة سليمان غانم، وفي مسلسل “وما زال النيل يجري” من الذي ينسى دور غنيم المنواتي، وفي مسلسل “العصيان” الذي يعد أشهر وأهم أعماله على الإطلاق لا أحد ينسى دور عاصم الغرباوي.
والفنان إسماعيل محمود المولود في يناير 1950 بمنطقة القباري بالإسكندرية لأسرة من صعيد مصر وصاحب الملامح المصرية الأصيلة كان قد تحول من دراسة القانون إلى الدراسة في معهد الفنون المسرحية، ورغم موهبته الكبيرة وعمله بالفن منذ عشرات السنوات، إلا أنه لم يكن له حظ مع السينما، حيث شارك في أفلام قليلة أدى فيها أدوارا صغيرة، منها “القطط السمان” و”مشوار عمر” و”حد السيف” و”التخشيبة”.
وشارك في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية وظهر فيها بصورة متميزة رغم أنه لم يؤد دور البطولة مطلقا، منها “الكعبة المشرفة” و”أيوب البحر” و”غوايش” و”لا” و”الثعلب” و”أيام المنيرة” و”الشارع الجديد” و”أم كلثوم” و”فريسكا” و”المصراوية” و”الجماعة 2″ و”صاحب السعادة” و”أستاذ ورئيس قسم”، وكما عاش الفنان إسماعيل محمود حياته في هدوء بعيدا عن صخب وضوضاء الإعلام والأضواء، فقد رحل أيضا في هدوء يوم 7 أبريل 2019 تاركا العديد من الأعمال المتميزة التي تخلد ذكرى هذا الفنان المصري الأصيل.
Discussion about this post