مرّت بجداول الفكر، فشربت من ماء الثّقافة ما يروي قلبها، وحدّثت نفسها: “لا بدّ من كأس كلّ يوم”..
فردّ خيالها السّارح في الأفق: “وهل الكأس يكفي؟”
أجابت: “قد يكون الاعتدال هو الّذي يكفينا، ويقينا شرّ غرور العلم، وشرّ السّير في جب الجهل.. نحتاج إلى تحديد الهدف، لا الشّرب من غير وعي يردينا في تخمة المجهول حيث القبر”..
ومن ذلك الحين، وهي تتردّد إلى هناك حيث الجداول وفراشات العلم، وبيدها كتاب، تشرب وتقرأ “خواطر الأنا”، وهي تصعد سلم الفكر، فإذ بزهرة تنمو كلّ يوم في دربها..
حاول كلّ من حسدها السّير على خطاها، لكنّ ردّها كان فيه الكثير من الإيمان واليقين بالقدر والسّعي: “ليس كلّ من قلّد مسيرتي قد وصل، أنتم ترون الورد ونسيتم أشواكه النّاعمة..
هذه طبيعة البشر تفتتن لسحر النّجاح، دون أن تعلم أي كأس علينا تجرعه للوصول، وأي درب من الأشواك قد عبرنا على أنين جراحنا..
ليس كلّ من رأى سلة أزهارنا النّاصعة بربيع التّفوق، يظنّ أنّ المستحيل الّذي جعلناه ممكنًا سهلًا ممتعًا..
وبعد؛ كتبت: “لستم مثلي إني أتنفس هواء الإرادة والتّصميم”، ووضعت رأسها على كتاب أحلامها لتنام.
Discussion about this post