الفنان محيي إسماعيل.. نجم الأدوار الصعبة والمعقدة والمركبة
محيي إسماعيل فنان معجون بالفن ومجنون بالفن، وهو بجانب ممارسته للتمثيل يهوى الكتابة، وقد أصدرت رواية “المخبول” التي تمت ترجمتها إلى عدة لغات، وهو يعد واحدا من الفنانين المتفردين في السينما المصرية، حيث كان في معظم أعماله يبدع في منطقة ظلت حكرا عليه وحده، وقد شهد له الكثيرون بالتمكن والإبداع، وعلى الرغم من صغر مساحات معظم الأدوار التي جسدها الفنان محيي إسماعيل طوال مشواره الفني، إلا أن هذه الأدوار قد تركت تأثيرا كبيرا لدى المشاهدين، وما زالت خالدة في الأذهان ربما أكثر من النجوم الذين كان يشاركهم بطولة هذه الأعمال.
وقد اشتهر بتجسيد الشخصيات المعقدة والمركبة وأصبح متخصصا فيها حتى أطلق عليه لقب رائد السايكو دراما في مصر، فمثلا من ينسى شخصية الطالب الجامعي المتزمت عمران في فيلم “خللي بالك من زوزو”، والذي كان يقول الجملة الشهيرة “جمعاء جمعاء”، أو شخصية الشاب المريض بالصرع حمزة الأرماني في فيلم “الإخوة الأعداء”، والذي كان يناديه والده داخل أحداث الفيلم بابن عزيزة الهبلة، وقد حصل عن دوره هذا على جائزة أكدت تفوقه وسط العدد الكبير من النجوم الذين شاركوا في بطولة الفيلم.
والجدير بالذكر أن دور المريض بالصرع كان علامة فارقة في مشواره الفني، ويكفي ما قيل عن سؤال الرئيس السادات له حينما التقاه “أنت خفيت يا ابني؟” حيث صدق وقتها أنه مريض بالصرع تأثرا بشخصيته في الفيلم، ورد عليه قائلا “أنا مش عيان ياريس”، فقال له السادات “ناقصك حاجة؟” فرد قائلا: “نفسي في شقة يا ريس” وأمر السادات على الفور بمنحه شقة، والحقيقة أن الفنان محيي إسماعيل كان يعشق تجسيد الشخصيات المركبة، التي تكشف خبايا النفس البشرية، فسار في ذلك الطريق الذي كان يتفق مع قناعاته الشخصية حتى أصبح ملقبا بملك السيكو دراما والأدوار المركبة في السينما المصرية، وهو اللقب الذي يتفرد به ولا ينازعه فيه أحد.
وقد ولد في كفر الدوار بمحافظة البحيرة في أربعينيات القرن الماضي، وكان والده واحدا من كبار رجال التعليم بالمحافظة، وتدرج محيي إسماعيل في المراحل الدراسية حتى التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب، كما التحق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل لفترة في المسرح القومي وقدم العديد من المسرحيات، وبخلاف فيلمي “خللي بالك من زوزو” و”الإخوة الأعداء”، شارك محيي إسماعيل في عدد كبير من أفضل الأفلام المصرية، منها “الرصاصة لا تزال في جيبي”، و”وراء الشمس” و”دموع الشيطان” و”مولد يا دنيا” و”إعدام طالب ثانوي” و”بئر الحرمان” و”الأقمر” و”الطائرة المفقود و”شهد الملكة” و”الكنز” و”حد سامع حاجة” و”الأوغاد” و”الجريح” والفيلم التليفزيوني “ريـال فضة”.
كما شارك في بطولة فيلمين عالميين هما “الدورية” و”أبطال الموت”، ومن أشهر المسلسلات التي شارك فيها “بستان الشوك” و”أبناء في العاصفة” و”موسى بن نصير” و”نسر الشرق” و”الأبطال” الذي جسد فيه شخصية الجنرال كليبر و””كليوباترا” الذي جسد فيه شخصية يوليوس قيصر، ورغم ندرة الأعمال الفنية التي يشارك فيها محيي إسماعيل حاليا إلا أنه قد عاد بقوة للدخول في دائرة الاهتمام، حيث نال شهرة كبيرة ونجومية ربما لم يتحصل عليها طوال حياته الفنية، وذلك بعد إطلاقه عبارات غير تقليدية وخصوصا التي يسطر عليها شعور الثقة بالنفس والغرور والتعالي، مثل وصفه لنفسه بأنه مبدع ونجم وعبقري خلال استضافته في البرامج التلفزيونية، حيث تحولت عباراته تلك فيما بعد إلى “إفيهات” انتشرت بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الجملة الشهيرة “إيه تاني؟”.
وكان الفنان محيي إسماعيل يتمنى تجسيد شخصية قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي في فيلم سينمائي، إلا أن أمنيته تلك لم تتحقق حتى الآن، ورغم تكريمه في عدة مهرجانات دولية وحصوله على عدد من الجوائز عن بعض أدواره وأعماله، إلا أنه بكل ثقة في النفس يرى أنه كممثل لم ينل ما يستحقه من التقييم والتقدير حتى الآن، وبالنسبة لحياته العائلية فقد قد وقع الفنان محيي إسماعيل في شبابه في حب فتاة ألمانية ولم تكلل قصة حبهما بالزواج، ومنذ عدة سنوات تزوج من سيدة مصرية ظلت معه 10 سنوات وتوفيت، وقد أصيب بمرض الاكتئاب فترة طويلة بعد وفاتها وسافر إلى الخارج للعلاج من هذا المرض.
Discussion about this post