حنين”
حسن عامر
من آخِرِ المُدُنِ
إلى القرى مُجهَدَ العينينِ
والبَدَنِ
يُعِيدُنِي في قطارِ الليلِ
أغنيةً محمومةً،
من مقامِ الآهِ والشجنِ
كَمَا يَدقُّ الغيابُ البابَ
مُعتَذِرًا،
ومثلما تحلمُ الشطآنُ
بالسفنِ
يُعِيدُنِي من زوايا الليلِ
منكسرًا
صفرَ اليدينِ
وأيامي بلا ثمنِ
لخطوتي
في ترابِ الأرضِ ثانيةً
لشارعٍ في ضياعِ العمرِ
لَملَمَني
لحائطٍ
طينُهُ شاختْ ملامحُهُ
وعِشرةٍ بَعدُ في الأركانِ لم تَهُنِ
لصوتِ أمي نديًّا
وهي جالسةٌ على الحصيرِ
تَردُّ الطيرَ للوطنِ
وتفرشُ البيتَ للأحبابِ مائدةً
وتمزجُ الشايَ للأطفالِ باللبنِ
لضحكةٍ
في حقولِ القريةِ اتسَعَتْ
لصوتِ عُرسٍ قديمٍ
نامَ في أذُنِي
في لمَّةِ الأهلِ حولَ النارِ
ثَمَّ صدًى
يُعِيدُنِي لاكتشافِ الرمزِ
في السكنِ
للشمسِ أرجعُ
من أعماقِ أسئلتي
لخاطرٍ في خيالِ النهرِ كَلَّمَنِي
لنخلةٍ
كنتُ أجني تمرَهَا بيَدِي
لظلِّ جُمَّيزةٍ يربو على الزمنِ
لطيفِ مدرسةٍ
ظنَّتْ حجارتُهَا
لولا حنيني بأنَّ الأمسَ لم يكنِ
في كلِّ خفقةِ ذكرى
ثَمَّ رائحةٌ تروحُ بالروحِ
في غيبوبةِ الوسَنِ
يعيدني كلُّ شيءٍ للجنوبِ إذنْ
كأنني لم أَغِبْ إلا ليَهزِمَنِي
Discussion about this post