يد مجهولة(قصة)
بقلم: نهلة الديب
وقفتْ تكتم أنفاس حسرتها على معاملة أخوتها لها،
كلما نظرتهم يضحكون ويتسامرون مع الجميع ،ويغمضون عيونهم إذا اقتربت منها ؛ حتى لا تلتقي النظرات
جلست بمعزل عن الجميع ،ومن خلوتها نسجت حوارات تتمنى حدوثها بالواقع
شردت بخيالها وتقمصت جميع الشخصيات الموجودة حولها ،تارة تتشكل بهيئة تلك التي تضحك مع أخيها وتحاوره بضحكات متبادلة ، وتارة أخرى تضع نفسها بمكانة ذاك الرجل الذي يتودد إليه الجميع ليصافحوه…
وكلما أفاقت للحظة من شرودها نظرة الواقع المرير وتغرغرت عيونها وتلفتت يمينا ويسارا لتنصدم بالقسوة والجحود الظاهرين للجميع من معاملة أخوتها لها
وفجأة تشعر بيد تهدهد وتطبطب على كتفها ،تنتفض من غفوتها تجوب المكان يمينا ويسارا وتتمتم مرتعدة ( لمن كانت تلك اللمسات؟) فلم تجد إجابة لسؤلتها..
أسرعت لمنزلها، فأستقلت غرفتها وهرولت لمضجعها ملتفة بغطاء يكاد يعزلها عن الهواء المحيط بها …
فجأة تشعر بنفس اليد ومعها همسة حنونة أفتقدتها بوفاة أخيها( الحنون عليها ) لتراه يلفها ويحتويها كعادته الفانية بفنائه من الوجود..
جلست تزرف من عينيها الدمع وتحاوره :
يا وحدتي بعد فراقك أخي وإن كثروا حولي
فالبرد يأتيني منهم يقذف مشاعري بالعزل
مهما طلبت الود منهم أجابوني بالتعالي
أجابها طيفه قائلا:
أختاه
أبعدني القدر وعنكِ مابعُدتُ
وفارقتكِ ولكي الروح تركتُ
همساتي تطمئنك وتحنو عليك
..
هدأت أنفاسها وذهبت لأحلام تتمنى تحقيقها ..
فإذا بيد تمتد إليها وتهزها بشدة وعندما فتحت عينيها تفاجأت بأن………. ماذا تتوقع ؟؟
Discussion about this post