بقلم الكاتب والأديب
دكتور محمد الدليمي
اسم يعقوب في القرآن الكريم :
قال تعالى ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) مريم ٥٨ ؛ القصد الذي نبحث عنه ( اسرائيل ) فيصب السياق معناه على اسرائيل ليتبين لنا هل هو سيد بني اسرائيل وافريقي الأصل أم إنه النبي يعقوب عليه السلام ومعنى يعقوب حسب ما نقله المفسرين السابقين من الأسرائليات ؛ إنه اسمه اسرائيل . وهذا محال محال لأن المعنى سيصبح اسرائيل اسم اعجمي لم تذكره العرب في لغتهم ولم يرد من قبل وليس اعجمي بقصد ليس له مصدر او اصل في اللغة .
اسرائيل الذي ذكره سبحانه في كتابه الكريم من الآية المذكورة اعلاه هو ليس بنبي ولا رسول وإنما هو من الذين هداهم الله اجتباهم وهم من حمل مع نوح لتبقى الأقوام التي ارساها سبحان على الأرض قال تعالى ( واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل إلا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) الأسراء ٢-٣ ؛ انتبه اعزك الله ذرية إبراهيم هكذا ذكرت في الآية ويعقوب من ذرية إبراهيم عليهما السلام فهل يصح ذكرهم مرتين على التوالي ما يسمى هنا في البلاغة … .
إن دراسة الأقوام تحتاج من البحوث والعلمية الراسخة في التتبع ولا يجوز التدخل السياسي والأقتصادي في ذلك وإنما سبب انهيار تلك الدراسة لهذين السببين المذكورين والمرجو من ايقافها لنشوء اقوام منبوذة على الشريعة فيقوم المستفدين منها ترسيخها في المجتمعات المحافظة ليفرقوها فيضيع الحابل بالنابل فتصبح المجتمعات عشوائية مطموسة الأصول عاليها سافلها فتموج بعضها على بعض كموج البحر المرتطم .
تشغلني موضوعات كثيرة من اللغة لعدم دراستها دراسة وافية بل أرى اعجزت الأمة أن تأتي بمثل الأوائل إلا من رحم ربي ويشغل بموضوعات لا تمد بصلة لما نحن بصدده ؛ وهذه سيحاسب عليها أمام الله سبحانه ولغتنا العربية هي بيان كل شيء في هذا الكون من خلال قرآنها العظيم فإذا كانت الرقعة خفت ضياؤها وتناسى رونقها وشموخها ، فكيف للمتلقي أن يرى بهاءها وسناءها ؟.
الشعراء تناسوا بلاغة اللغة وقام يلقي الكلمات جزافا فهو يرتكز بالشعر على الصورة الكلية ، ولا يتقرب إلى علم البديع وهو رونق اللغة ولا يقرب علم البيان وهو عماد اللغة إلا من الاستعارة الضئيلة الباهته حتى أراه لا يفلح بها ، ولا يعرف علم المعاني هو جوهرة اللغة حتى نرى الاسهاب في القصيدة التي لا تتقبل ذلك فتكون سردية مملة ذات ألفاظ لا تملك رونقا ولا بهجة ؛ فتعرض القصيدة على الناقد فما عساه أن يقول سوى الحقيقة وإلا هو الطاعن المطعون .
الباحث محمد عبد الكريم الدليمي
Discussion about this post