( وَسَنْ )
من رُقادٍ إلى رقادْ
القمر وأنا والنجوم
كلنا إليكِ ننقاد..
يا وسن العين المتمددة
على حافة الروح المتمردة
كيف السبيل إلى سهادٍ يضمنا
يسمّر القلب بحضنك بأوتاد..
أتبعثر كشعاعات الضوء فيكِ
تقذفني المسافة إلى حواريكِ
تضرمني اللهفة باتقاد..
الوقت يلهث خلف الوقت
والرغبة تشربني بصمت
والحنين يتدحرج فوق أصابعي
على مشارقي ومغاربي
برغم أنف المسافة
يتسيد أنفاسي بعناد..
مجبولةٌ أنتِ بالرّيح
محفوفٌ صوتكِ بنايٍ جريح
مغموسةٌ أظافرك بجلدي
كما تنغمس بالرمل حوافر جواد..
أصابعي أوتارك
عيناي دوارك
أنا بحرك الطرب بكلك
فكيف تجيدين العزف
على بعضي وكلي
بكل هذا الرقي والإنفراد..
وسن ..أوراق غربتي وعودتي
وسن ..حدود ضحكتي ودمعتي
وحبك الحاضر المؤجل
يوثقني بين عينيك وسمائي بأصفاد..
أنا صديق المساء المنحاز لمسائكِ
أنا الحديث المؤجل في خوائكِ
أنا أزرار قميصك
التي تتمرد على لهيب صيفك
وتزرع قبلاتي المسروقة
في كل نقطةٍ فيكِ
بإيمانٍ بالغمر و إلحاد..
أنا صدى دقات قلبكِ
حين تقول اشتقت إليك كثيراً
وأنا بلاد الشوق تمطر بي
بذات الوقت وتضيق بعيني البلاد
تتسللين بآخر المساء من شرفتي
وعلى رؤوس أصابعك تدخلين غرفتي
تتوسدين ذراعيي
وتتلمسين صدري كي تتلحفي
وتودعيني بيد الحلم عارياً
إلا منكِ ومن كحلتك كالمعتاد..
فأي وسنٍ يلجني في الحلم شريداً
وأي وسنٍ يتركني أسافر معكِ
وأجوب العالم وحيداً
وأي سحرٍ فيكِ ليس كالسحر
ينبت حقول الورد
من عطش المداد..
حسام غانم ٢٨/٠٧/٢٠٢٣
Discussion about this post