موعد مع الموت …. قصة حدثت بالفعل علي ارض المنيا ….شكري وتقديري للأستاذة شادية السيد رئيس قسم الحوادث بجريدة الوفد علي النشر
كتب ـ أشرف كمال:
قرية يزيد تعدادها على 40 ألف نسمة، هى صفانية إحدى قرى مركز العدوة، شمال محافظة المنيا، عرف عن اهلها الشهامة والكرم، شأنها فى ذلك شأن قرى صعيد مصر المحروسة، ايام مباركة فى العشر الأواخر، الأسر والمنازل، تعج بعمليات الشراء والإستعداد لعيد الفطر المبارك، وسماع تكبيرات ( الله أكبر كبيرا )، وفجأة ينعق (غراب البين )، اعلى اشجار النخيل وانقلبت الأفراح والسعادة إلى إحزان ونعوش طائرة، وبيوت لم نسمع فيها سوى الصراخ والعويل .
شباب فى ريعان شبابها، اختطفها الموت اللعين، نتيجة للشهامة والمروءة، شجاعة ونخوة، جعلت الجميع يتبارون فى استقبال الموت بنفوس راضية، وتبدأ القصة، مع انزلاق قدم احد عمال الصرف الصحى، خلال عمليات اختبار وغلق احد المحابس، بقرية صفانية، انزلقت قدم العامل ليسقط فى بيارة الصرف الصحى، لهيرع شباب ورجال القرية لإنقاذ العامل من الموت، ولكنهم جميعا كانوا على موعد مع ملك الموت
الأب محمد عبد الله، يرى بعينيه ابنه الوحيد حامد يقفز إلى بيارة الصرف الصحى، ويحاول انقاذه، لكن كان اندفاع مياه الصرف الصحى وملك الموت اسرع من الأهالي ، واستطاع الاهالى انقاذ الأب، والابن (حامد ) يرحمه الله، وتبعه عبد الله عبد الرسول، احد رجالات القرية، ومع استمرار اندفاع مياه الصرف الصحى، يقفز عمر عصام عبد النبي، أمين شرطة فى ريعان شبابه، والذى قفز لانقاذ شقيقه طه ولكنه فشل فى إنقاذه ورحلا سويا وهما محتضنا بعضهما البعض، ولم تكتفِ مياه الصرف الصحى بهذا العدد، ليقفز محمد عبد النبى، العم الأكبر للشقيقين، وكأن لسان حاله يقول كنا سويا فى الدنيا، وكذلك لن اتركهم حتى فى الآخرة، وكان ملك الموت فى انتظاره ليلحق بأبناء شقيقه، وكان آخر الضحايا شابًا لا يتعدى عمره السبعة عشر عاما، يدعى عبد الله عاشور اخذته الشهامة، حتى قفز دون تفكير لإنقاذ الضحايا الخمسة الذين سبقوه الى الموت ولكن لحق بركب ملك الموت هو أيضا.
نعم جميعهم موتى، ضحايا الشهامة، مات ستة أشخاص، تباروا جميعهم لانقاذ عامل الصرف الصحى، وانقاذ بعضهم البعض، بين لحظة وضحاها، اسودت الحياة بمنازل وشوارع القرية، وفاضت ارواح الجميع مهرولة للقاء ربها عز وجل، لتستقبل 6 نعوش، دفنت بمقابر القرية، بعدما كتب الله النجاة لـ13 شخصا آخرين، اصيبوا ونجوا من موت محقق هم الآخرون .
صراخ الأطفال والأمهات والأباء والسيدات والفتيات فى موكب جنائزى مهيب يشيب له الولدان، نعم موكب جنائزى فى استقبال شهداء الشهامة، والذين راحوا ضحية الشهامة والشجاعة، ليلقوا الله عز وجل فى ايام مباركة وطاهرة، وهى شهر رمضان المعظم، اهالى القرية تحاول ان تداوى جراحها بالصبر، ولكن مرارة الصبر كانت اكبر من طاقاتهم، اصابع الاتهام تشير إلى الشركة والمقاول المنفذ لأعمال الصرف الصحى بالإهمال الجسيم، والذى ترك مقدرات فتح وغلق المحابس لعمال غير ذوي دراية، معرضين الجميع لخطر الموت، بل ماتوا جميعا، نتيجة اختبار عمليات الدفع فى بيارات الصرف الصحى، أرواح زهقت فى شهر رمضان المبارك نتيجة الإهمال الجسيم، فمن يعيدها إلى الحياة؟!
ستة أشخاص من خيرة شباب قرية صفانية، شهداء للشهامة والرجولة والنخوة، فى إنقاذ عامل الصرف الصحفى، وتحقيقات موسعة، لمعرفة المتسبب فى الإهمال الجسيم، وتعويضات التضامن الإجتماعي للموتى والمصابين، ولكن جميعها لا تضاهى ألم فراق خيرة رجالات القرية وتحويل الزوجات الى أرامل والاطفال الى يتامى. ليعيشوا مرارة اليتم والحزن طوال الحياة بعد أن فقدوا عوائلهم اصبحوا عرضة لنهش الفقر والحاجة الى مد اليد، والمتهم الاول والرئيسى والذى ليس له عقاب هو الإهمال!، الوفد تقرع جرس الإنذار، فى محاسبة ومجازاة المتسبب فى حالة اللامبالاة والإهمال فى اختبارات الصرف الصحى، والتى اصبحت مقبرة لـ6 أشخاص دفعة واحدة، لإهمال الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحى بالقرية وكل القرى.
https://m.alwafd.news/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%AB-%D9%88%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7/3741299-%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA
Discussion about this post