بقلم الكاتب الصحفي والأديب
محمد عبد العزيز
الترنيمة الاخيره
عندما تبلغ حياتي منتهاها
عندما يدنو الرحيل
عندما تكسو الغيوم وتختفي
من خلفها قسماتي
عندما يتأوه القلب العليل
ويضج بالأناتِ
عندما يتبدد الأمل الذى
أمضينا كل العمر نجري خلفه
حتى إذا أوشكنا أن نقبض عليه
غافلنا اللئيم
وانطلق يعدو
هاربا مثل الظليم
عندما تترقرق الدمعات
بين أجفان العيون
حزنا على ذاك الذي
بالأمس كان طفلا بينكم
يسبق الريح و يعدو
خلف أطيار الخمائل
يرنو إلى الشمس المضيئة هازئاََ
فلا يغمض له جفن ولا رأس يميل
وعندما يأتي المساء
يترك الأرض ويصعد للقمر
ويداعب النجمات فى كبد السماء
ثم يغفو متكئا على زند القمر
والروح تسبح فى بحور من ضياء
وعندما يأتى الصباح
يركب شعاع الشمس منطلقا
بغير رسن أو لجام
وبغير ماء أو طعام
حتى يصل لجزيرة الأحلام
فيرى الصبايا واقفات فى انتظاره
باسمات الثغر يرفعن رايات السلام
فيجوب أرجاء الجزيرة
ويرتوى من ثغرهن
ويطعم من يمامات
نعسن بصدرهن
فكن له خير الطعام
يا رفاقي
كنا قد تعاهدنا بألا نفترق
لكنه سيف المنون ونصله
قد شق قلبي واخترق
فاذكروني عندما يحويني قبري
واذكروا ما كان مني
واذكروا حلمي وصبري
أذكروني دائما
عند الصباح وفي المساء
أذكروني دائما
عند اكتمال البدر في قلب السماء
ثم قولوا بابتسام للنجوم وللقمر
ولى السمر يوم ارتحل
من كان يضحك للنجوم
من كان يؤنسه القمر
من عاش يصدح بالغناء
فوداعا يا صحبة العمر الجميل
وإلى لقاء
محمد عبد العزيز
Discussion about this post