الفنانة إحسان القلعاوي تعد واحدة من الفنانات المبدعات والمثقفات اللاتي جمعن بين الثقافة والفن حيث درست الأدب الفرنسي في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، كما درست فن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولعل المتابع الجيد لمسيرة الفنانين المصريين عبر مختلف العصور يجد أنهم ينقسمون قسمين، فمنهم من أجاد تسويق نجوميته والدعاية لنفسه عبر العديد من الوسائل فنال الشهرة والمجد، وفي نفس الوقت نجد من الفنانين من لم يهتم بالشهرة أو النجومية، ولم يحسب حسابا لها، بل كان يترك موهبته وفنه وأعماله الفنية تتحدث عنه، وكانت هي واحدة من هؤلاء الفنانين.
وقد ولدت في 26 أبريل سنة 1932 ونشأت في بيئة فنية، فوالدها هو الممثل القديم عبد الحليم القلعاوي وشقيقها هو نجم الكوميديا الراحل محمود القلعاوي، وكان والدها حريصا على أن تستكمل دراستها في الجامعة ثم تدرس التمثيل بعد ذلك، وهو ما حدث بالفعل، وبعد تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية عملت بالمسرح والإذاعة، وهناك تعرفت بكاتب السيناريو الشاب محمد أبو يوسف، ونشأت بينهما صداقة تحولت مع الوقت إلى حب ثم تكلل هذا الحب بالزواج وإنجاب 3 بنات، ورغم عشرات الأعمال الفنية التي كتبها إلا أنه كان حريصا على ألا تشارك في أي منها.
وقدمت الفنانة إحسان القلعاوي على مدار ما يقرب من 50 عاما مئات الأعمال الفنية في الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون، ومن أشهر أعمالها السينمائية فيلم “السمان والخريف” والذي أدت فيه دور زوجة الفنان محمود مرسي، وفيلم “ليلة سقوط بغداد” والذي أدت فيه دور الجدة، بالإضافة إلى فيلم “عهد الهوى” و”كل هذا الحب” و”فيلم ثقافي” و”رحلة حب”، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية مسلسل “هارب من الأيام” و”ترويض الشرسة” و”من الذي لا يحب فاطمة” و”عودة الروح” و”أين قلبي” و”قضية نسب”، وأشهر أعمالها الإذاعية هو المسلسل الشهير “عائلة مرزوق”.
والفنانة إحسان القلعاوي يطلق عليها لقب أم البنات، وهي كانت حريصة على تعليم بناتها تعليما عاليا، وهو ما حدث بالفعل، فحاليا ابنتها الدكتورة إيناس تعمل أستاذا للصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وابنتها الثانية الدكتورة مايسة تعمل عميدا لكلية ريتش أوت بولاية نيو جيرسي الأمريكية حيث تقيم هناك، وابنتها الثالثة منال حاصلة على الماجستير في كلية التربية ومقيمة في الولايات المتحدة أيضا.
وبينما كانت الفنانة إحسان القلعاوي تؤدي دورها في مسلسل “هيما.. أيام الضحك والدموع”، شعرت بإرهاق شديد واكتشفت إصابتها بالفشل الكلوي، وأصرت ابنتاها المقيمتان بالولايات الأمريكية على اصطحابها للعلاج هناك، وبالفعل قضت أواخر أيام حياتها تعالج بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى توفيت في يوم 31 من ديسمبر سنة 2008 ودفنت بمقابر المسلمين بولاية نيو جيرسي الأمريكية.
Discussion about this post