الفنان شلاضيمو واحد من أصحاب الوجوه المألوفة في أفلام السينما المصرية القديمة، وواحد من الفنانين الذين يحملون أسماء غريبة يعتبرها البعض ليست أسماء فنية أو سينمائية، مثله في ذلك مثل الفنان زكي الحرامي والفنان شرفنطح والفنانة ماري باي باي وغيرهم، ويعد شلاضيمو تجسيدا حيا لصفة التهميش، حيث بحثت عنه كثيرا لكنني لم أعثر على مصدر واحد يذكر أي معلومات عنه وعن حياته حتى اسمه لم أعثر عليه، اللهم إلا تتر فيلم “الإيمان” الذي كتب فيه اسمه “محمد شلاضيمو”، وهكذا لم أتثبت من أي مصدر موثوق إن كان شلاضيمو هو اسمه أم مجرد لقب التصق به.
وقد كتبت عنه منذ فترة وتواصل معي وقتها أحد الأشخاص وأخبرني أنه يعرفه ويعرف أهله ويعرف أين هم وأنه سيوصلني بهم، وأخبرني ببعض المعلومات عنه وطلب مني نشرها، وحينما طلبت منه التأكد من هذه المعلومات ومقابلة أهله قبل النشر اختفى تماما ولم يرد علي بعدها، ومما يؤسف له أنه قد انتشرت عنه العديد من الشائعات غير الحقيقية والموثوقة مثله في ذلك مثل كثير من الفنانين، حيث قيل إنه كان يحب الراقصة زينات علوي وأنه أعلن إسلامه من أجلها وأنه مات في الأراضي المقدسة، والحقيقة أن ذلك كله من الأمور المختلقة غير الحقيقية وليس لها أي أسانيد أو دلائل، فقط من ينشرونها يبحثون عن التفاعل الكبير معهم.
وقد شارك شلاضيمو في أفلام عدد كبير من نجوم السينما المصرية مثل أنور وجدي وفريد شوقي ومحمود المليجي ورشدي أباظة وغيرهم، وكانت مشاركاته لدقائق وربما ثوان معدودة حيث يعد واحدا من الفنانين الذين نطلق عليهم الكومبارس، وهم الذين عملوا بالفن ولم يطمعوا في شهرة أو مال، والذين كانوا يجعلون بالفعل للفن مذاقا ويفرشون للنجوم طريق الشهرة والنجومية، وفي أغلب الأحوال لم تكن أسماؤهم تكتب على أفيشات الأفلام وربما لم تكن تكتب أيضا على التترات، والجميل أن فنانا كبيرا بقدر الفنان الراحل رشدي أباظة كان يحب وجودهم في الأعمال التي يقدمها، حيث كان يجلس معهم ويأكل معهم ويقول إنهم من أهم عناصر فن السينما، كما كان يشبههم بأنهم مثل طبق السلطة الذي يفتح شهية المشاهدين لمشاهدة الأعمال الفنية.
والحقيقة أن ملامح وجه شلاضيمو الحادة وخشونة صوته قد ساهمت في أن يحصره صناع السينما في أدوار الشر وعضوية عصابات الإجرام مثله في ذلك مثل الكثيرين من أمثال محسن حسنين ومحمد صبيح وطوسون معتمد وغيرهم، ومن أشهر الأفلام التي جسد فيها شخصية واحد من أفراد العصابات “أولاد الشوارع” و”ياسمين” و”عنبر” و”قلبي دليلي”، كما جسد شخصية أحد المحبوسين داخل القفص بجوار الفنان أنور وجدي في فيلم “دهب”، واللص في “حياة أو موت” وأحد رجال دواهي في “جعلوني مجرما”.
وفي أفلام قليلة تمرد شلاضيمو على تجسيد الشخصيات الشريرة، حيث جسد شخصية أحد السكاري في فيلم “خلخال حبيبي”، وأحد رواد الخمارة في “رصيف نمرة 5″، وأحد جنود السجن في “أمير الأنتقام”، والغفير في “بنت البلد”، كما جسد شخصية حارس بمعتقل المغول في فيلمي “أمير الإنتقام” و”أمير الدهاء”، وحنظلة في “عنترة بن شداد”، وأحد أفراد جيش التتار في “وا إسلاماه”، والعسكري في “الجريمة والعقاب”، بالإضافة إلى أدواره الأخرى في أفلام “انتصار الإسلام” و”وهيبة ملكة الغجر” و”الدنيا لما تضحك” و”حميدو” و”الله معنا” و”بنات حواء” و”قطار الليل” و”الحب بهدلة”.
Discussion about this post