بقلم دكتور … عاطف معتمد
أخذت الصورة المرفقة من شاشة التلفزيون في غرفة مكتبي هذا الصباح. تعرفت مؤخرا على هذه القناة الفضائية ووجدت فيها بديلا عن الخلل المنهجي والتشويه المتعمد الذي أضاع منا محطة إذاعة القرآن الكريم.
“مصر قرآن كريم” قناة فضائية لا تحمل أية إعلانات أو أخبار أو حكم ومواعظ. فقط تلاوة ندية للقرآن الكريم مع كتابة الآيات على الشاشة بتشكيل واضح جميل.
ظهرت هذه القناة في السنوات الأخيرة مع الدعوة إلى الاهتمام بـ “مدرسة التلاوة المصرية”.
المنافحون عن هذه المدرسة لديهم أسباب شتى:
▪️ فريق ينطلق من أسباب دينية بحتة تتعلق بصوابية القراءة المصرية مقارنة بغيرها.
▪️ البعض يرى أن هذه المدرسة لها الأولوية على مدرسة التلاوة الخليجية التي انتشرت في العقود الأخيرة بفضل التمويل الخليجي للقنوات المتعددة.
▪️ فريق يرى أن ملايين المصريين الذين عملوا في السعودية ودول الخليج أصبحوا في خصام مع مدرسة التلاوة المصرية ومتأثرين بالتلاوات التي سمعوها في دول الأشقاء العرب حيث توفرت لهم سبل حياة كريمة وتكوين مدخرات، وأصبحوا منقطعين عن التلاوات المصرية صاحبة أسبقية الظهور والتأسيس قبل قرون طويلة.
▪️ فريق مغال مبالغ يرى أن “مصر قرآن كريم” هي دعوة للحفاظ على هوية الوطنية المصرية (هكذا) التي يمكن أن تضيع مع غزو ثقافات أخرى حتى في اللغة العربية والتكوين الديني.
والحقيقة أن هذه القناة ليست بدعا من القنوات ذات النزعة القومية الضيقة. أذكر أن دولا عربية عدة لديها إذاعات قرآن كريم لا يمكن أن تسمع فيها صوت قارئ مصري.
من وجهة نظري الشخصية، لا يوجد أي مشكلة في الموضوع، من حق المغرب أن تطلق قنوات للقراء المغاربة، واليمن تفعل كذلك، وسوريا والعراق، ومصر والخليج.
فهذه قراءات تؤدي إلى “توطين” و “استئناس” التلاوات مع البيئات المحلية.
ولا يجب أن نحمل الموضوع أكبر من حجمه.
الذي يجب أن نهتم به هو “استرداد” إذاعة القرآن الكريم التي تم استلابها وتشويه هويتها فانصرف الناس عنها بعدما كانت مصدر أنس وتعليم وتثقيف وتهذيب.
Discussion about this post