بقلم الكاتب الصحفي والأديب
محمد السيد
المنسيون من أهل الأدب . 6 ..
محمد لطفى جمعة ..
بداية كثيرون اشتهروا فى حياتهم وأفل بريقهم بعد ذلك مع أنهم كانوا ممن يشار لهم بالبنان وكانوا من اعمدة الادب والفكر فى ذلك الوقت . أسباب كثيرة لذلك منها تغير ما يحتاج القارئ له وتغير الزمن ونوعية القراءة . وتغير القراء أنفسهم من ناحة أخرى .
من هؤلاء الذين ملؤا الدنيا وشغلوا الناس بكتاباتهم الاديب والكاتب والمحامى الكبير الاستاذ محمد لطفى جمعة . هذا العملاق عملاق الادب والفكر وعملاق العمل الحقوقى وعملاق من عمالقة المحاماه فى ذاك الوقت .
كان محمد لطفى جمعة بجانب انه عملاق الادب كان عملاق محاماه . كان يترافع فى اشهر القضايا فى ذلك الوقت يذكرنى بالمحامى الشهير فريد الديب . كان جمعة فى مثل شهرته وتالقه مع الفارق .
هيا بنا نتعرف على هذا العملاق والذى طواه النسيان وأصبح من أهل الأدب المنسيون .
محمد لطفي جمعة محام وأديب مصري بارز، عرف على نطاق واسع في الحقل السياسي عندما أزعجت مواقفه الخديوي عباس الثاني، وسجل حضوره في الوسط الثقافي برواية “وداي الهموم”.
المولد والنشأة
ولد محمد لطفي جمعة في 18 يناير/كانون الثاني 1886 في حي كوم الدكة بالإسكندريّة، لعائلة من الطبقة الوسطى تنتسب للدوحة النبوية الشريفة.
الدراسة والتكوين
نال الشهادة الثانوية في القاهرة سنة 1903، وإجازة دار المعلمين سنة 1904. وحصل على شهادة الباكلوريا سنة 1907، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية، لكنها فصل منها لأسباب سياسية.
سافر إلى فرنسا سنة 1908، ونال إجازة الحقوق من جامعة ليون سنة 1910، ثم درجة الدكتوراه في 1912. وكان يتقن الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية.
الوظائف والمسؤوليات
اشتغل بالتدريس بين عامي 1904 و1907، وعمل محررا في جريدة الظاهر، وبعد فصله منها بأمر من الخديوي عباس حلمي الثاني انتقل إلى جريدة اللواء حيث عمل إلى جانب مصطفى كامل. ثم عمل محررا بجريدة Egyptian standard التي أسسها كامل لاحقا.
وبعد دراسته للحقوق في فرنسا وعودته لمصر عمل محاميا وأستاذا للقانون الجنائي بالجامعة المصرية.
التجربة السياسية والأدبية
في مرحلة مبكرة من شبابه، نشط محمد لطفي جمعة في الحقلين الأدبي والسياسي، فقد احترف الكتابة والترجمة عندما كان في العشرينيات من عمره، كما طرد من مدرسة الحقوق الخديوية وجريدة الظاهر عقابا له على نشاطه السياسي.
في عام 1904، طبع أول مجموعة قصصية مصرية بعنوان “في بيوت الناس”، وفي عام 1905 أصدر لطفي جمعة رواية “وادي الهموم”، فكانت أول رواية مصرية في العصر الحديث، إذ سبقت رواية “زينب” لمحمد حسين هيكل، التي صدرت في عام 1914. كما ترجم رواية “عولس” للأيرلندي جيمس جويس.
وقد قوبلت أعماله الأدبية بردود نقدية متباينة نظرا لتمرده على القوالب السائدة في ذلك العصر.
سياسا، التقى جمعة بالزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد وانضم للحزب الوطني سنة 1906، وشارك في مؤتمر الشبيبة المصرية في جنيف سنة 1909، والمؤتمر الوطني المصري في بروكسل سنة 1910، وكانت له مواقف جريئة في استقلال مصر.
وأثناء دراسته للحقوق في فرنسا ساهم في تشكيل جمعية للطلبة للمصريين. وبعد عودته عمل بالمحاماة، وترافع في بعض القضايا التي شغلت الرأي العام المصري، مثل قضية اغتيال السردار السير لي ستاك، ومقتل أمين عثمان.
في عام 1926 حضر جمعة بقوة من جديد في الحقل الثقافي عندما أصدر كتابه “الشهاب الراصد” الذي رد فيه على كتاب طه حسين “الشعر الجاهلي”. وقد نقد جمعة مؤلف طه حسين نقدا تاريخيا، ونشر كتاب “الشهاب الراصد” على حلقات في الصحف اليومية.
يقول الأمير شكيب أرسلان عن “الشهاب الراصد” ومؤلفه جمعة “أتمنى أن يقيض الله لهذه الأمة من يملك ملكتكم في البلاغة وسداد الحجة ومتانة التركيب، … وأن يمتعنا طويلا بفضلكم وأدبكم”.
في عام 1931 التقى محمد لطفي جمعة بالزعيم الهندي المهاتما غاندي على ظهر سفينة بريطانية في ميناء بورسعيد كانت متجهة إلى لندن، واستمر اللقاء بينهما ثماني ساعات.
وفي عام 1946 زار سوريا ونسج علاقات بعدد من أدباء الشام، أمثال خليل مردم بك، وسامي العظم.
عرف لطفي جمعة بنقده اللاذع للمستشرقين حيث يرى “أن كل مستشرق مسيحي أوروبي لا بد أن يكون جاسوسا لوطنه، ولا عيب عليه، ولكن العيب على غفلتنا..”.
وعرف بحضوره في الشأن العام بمقالاته في جريدة البلاغ ومجلة الرابطة العربية وغيرهما من الصحف والمجلات العربية.
المؤلفات
ومن مؤلفاته: مقدمة قانون العقوبات ومبادئ العلوم الجنائية، تاريخ فلاسفة الإسلام في الشرق والغرب، ثورة الإسلام وبطل الأنبياء أبو القاسم محمد بن عبد الله، خطرات أفكار، حياة الشرق.. دوله وشعوبه وماضيه وحاضره، الأيام المبرورة في البقاع المقدسة.. رحلة الحج والزيارة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، نظرات عصرية في القرآن الكريم وفلسفة التاريخ، الحركات الروحية والعقلية في الإسلام.
وعنه ألف ربيع إبراهيم سكر كتابا بعنوان “المفكر الموسوعي محمد لطفي جمعة.. حياته وآراؤه الإصلاحية ومعاركه الفكرية”.
الوفاة
توفي محمد لطفي جمعة في 15 يونيو/حزيران 1953 بالعاصمة المصرية القاهرة ودفن بها.
المنسيون من اهل الادب .
محمد لطفى جمعة .
محمد السيد
Discussion about this post