بقلم دكتور … عاطف معتمد
في أغنية للشيخ إمام، نتعرف على ثنائية من الشجن تجمع بشكل بديع بين التمسك بالأمل وخيبة الرجاء!
تقوم الأغنية على تناقض بين الزرع من دون حصاد، وتقديم الحب من دون وفاء. وفي كل ذلك ليل طويل على مريض عليل، يعلم الطبيب الدواء دون أن يمنحه لمريضه:
🔹 وهبت عمري للأمل ولا جاشي
🔹 وغمرت غيطي بالعرق ما عطاشي
🔹 ورعيت لمحبوبي هواه ما رعاشي
🔹 والليل عليّ طويل ..
🔹 وأنا العليل ..
🔹موجود دوا بس الطبيب ما رضاشي
ثم يطلب الشاعر الصبر متسائلا عن غيابه سنوات طوال، متأسيا على دورة الزمن على جمل أصيل عالي نخ تحت الحمل الكبير.
🔹 والصبر فين ؟!
🔹 الصبر فين يا سنين طوال وليالي
🔹 عيني على الجمل الأصيل العالي
🔹 لما ينخ بحمل من أحمالي
ومع ذلك لا يستسلم الشاعر لليأس بل يستقبل كل صباح جديد بأمل جديد ويعاود النقش بالفأس في الغيطان طالبا الزرع شاديا بموال ” ياليل يا عين”:
🔹لكن في كل صباح ..
🔹بانسى الجراح ..
🔹وانقش بفاسي ع الغيطان موالي
🔹 يا ليل يا عين
عن أي “ليل وعين” يشدو شاعرنا؟ يناجي الأرض المعزوقة المشقوقة التي تحتضن البذور :
🔹 يا ليل يا عين يا أرض يا معزوقة
🔹 يا كاشفه من شوقك خطوط مشقوقة
🔹 لما حضنتك والبذور مرشوقه
ما فائدة الغناء في هذه الأجواء؟ يجيبنا الشاعر بكل وضوح أن الغناء فرض عين للأرض السمراء، لأنها الباقية عبر الزمن ولأن العشق محبة وأمل رغم الهموم:
🔹 غنيت وفي المغنى فرضي للسمرا أرضي ..
🔹 هيَّ اللي باقيه ع الزمن معشوقه
🔹 والعشق زين
🔹 العشق زين بس الهموم سبّاقة
🔹 والشوف حديد بس الغيوم خنّاقة
🔹 والانتظار للوعد نار حرّاقة
🔹 امتى تطول العيدان دا من زمان ..
🔹 مشتاق أنا والحلوه مش مشتاقة
🔹 والذل شين
لا يعدم الشاعر الأمل، فينتظر يوم الحصاد:
🔹يوم الحصاد وعروسه متحنية
🔹لو شفتها بالقمح متغطية
🔹 ح افرش عبايتي واقابل
🔹 أم السنابل
🔹 وح اضم أملي بعد شوق بعيني
🔹وبالإيدين
🔹وبالإيدين المعروقين يا مناجل
* أطوي ضلامي بالصباح العاجل
يا ليل يا عين
Discussion about this post