لاَ أَعْرِفُ شَيْئًا عَمَّا يُرْوَى عَنِّي.
صَنَعُوا رَجُلاً لاَ يُشْبِهُنِي فِي شَيْءٍ
لَكِنْ يُشْبِهُنِي،
لَهُ اسْمِي وَلَهُ لَقَبِي.
أَبَوَاهُ هُمَا أَبَوَايَ.
وَ لَهُ أَوْصَافِي وَلَهُ عَادَاتِي.
عَيْنَاهُ هُمَا عَيْنَايَ.
وَلَهُ كَلِمَاتِي ولَهُ كَبَوَاتِي.
وَلَهُ مَالِيَ؛ أحْلاَمٌ أَكْبَرُ مِنِّي وَ أُحَاوِلُهَا.
وَ لَهُ قَلَمِي وَلَهُ دَوَاتِي.
لَسْتُ أَنَا هَذَا المَدْعُوَّ بِاسْمِي.
يَشْرَبُ قَهْوَتَهُ فِي مَقْهَايَ.
يُدَخِّنُ غُلْيُونِي أَحْيَانًا،
وَيُحَدِّثُ صُحْبَتَهُ مِثْلِي.
لاَ يَذْهَبُ لِلْبَارَاتِ وَلَكِنْ يَشْرَبُ
مِثْلِي فِي غُرْفَتِهِ خَمْرًا عِنَبِيًّا مُحْمَرًّا،
وَيُحَدِّثُ صُورَتَهُ فِي المِرْآةِ وَ يَشْتُمُهَا.
هُوَ يَمْشِي مِثْلِي وَ يُغَنِّي مِثْلِي.
الحَقَّ عَشِقْتُ الرَّجُلَ المَنْسُوبَ إِلَيَّ
وَ صُورَتَهُ.
وَ بَحَثْتُ طَوِيلاً عَنِّي فِيهِ،
وَقُلْتُ أُصَاحِبُهُ.
هُوَ يَسْكُنُ بَيْتِي.
يَزْرَعُ وَرْدًا فِي أُصَصٍ مِنْ خَزَفٍ
وَيُحِبُّ رِعَايَتَهُ.
وَ أَنَا أَزْرَعُ وَرْدًا فِي أُصَصٍ مِنْ خَزَفٍ
و أُحِبُّ رِعَايَتَهُ.
هُوَ يَسْمَعُ مُوسِيقَى بِتْهُوفِنْ
وَأَنَا أَسْمَعُهَا.
لاَ شَيْءَ يُمَيِّزُنَاإِلاَّ كَوْنِي
أَعْشِقُ عَاشِقَتِي،
فِيمَا هُوَ لاَ يَعْرِفُهَا..
بقلم … حافظ محفوظ
Discussion about this post