كولونيا 555 قصة كفاح
…..
كوونيا 555 تك الكولونيا التى ظهرت على الساحة في ظل جائحة كورونا لاحتوائها على على الكحول الإيثيلي بنسبة 70%، كما هو موضحا على الزجاجة من الخارج
انها الكولونيا التى استقرت في وجدان الشعب المصري منذ أربعينيات القرن الماضي تناقلها الأجيال جيلا من جيل لتنوع استخداماتها ما بين :
احتفالات وأفراح وأعياد ميلاد وأمراض وترمومترات وجروح وإغماءات وعطور تستخدمها الجدات والأمهات والأحفاد ..وراء هذا العطر قصه كفاح بطلها
حمزة الشبراويشى
ولد حمزة الشبراويشي في قرية (شبراويش) ولم يمتلك شيئا سوى موهبته في صناعة اسنسات العطور ليختار منطقة الحسين مستقرا له ليفتتح فيه محلا صغيرا لبيع العطور التى يصنعها بيديه .وشيئا فشيئا اتسعت تجارته العطرية .
افتتح الشبراويشى فرعا لصناعته فى الموسكي ثم وسط البلد .. إلى ان تمكن من افتتاح مصنعا له في دار السلام حريصا على زراعة الليمون الذي يستخدمه في صناعة العطور بنفسه .
انتشرت منتجات الشبراويشي فى انحاء العالم العربى تحت مسميات مختلفة : في مصر حيث كانت ام كلثوم بطلة اعلاناته … سعود في السعودية وهكذا
حصلت حديقة منزل الشبراويشى الكائن بالمعادى على مساحة فدان على جائزة الملك فاروق السنوية لأفضل حديقة منزل، لعدة مرات
و فى عيد الأم كان يقيم نافورة فى أرض المعارض بالجزيرة تضخ الكولونيا طوال اليوم.
لعبت كولونيا 55 5 دورا هاما في سداد ديون مصر التى اقترضتها لبناء السد العالى كأحد السلع العينية المستخدمة للسداد من ( ثلاجات إيديال، منسوجات قطنية، أثاث دمياطى)
عشق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رائحة تلك الكولونيا فكان فى كل مرة كانت توضع أمامه قوائم بأسماء ستخضع لقرار التأميم يشطب على اسم حمزة الشبراويشي و يستبعده عن قرارات التأميم ، ايمانا منه بأن الشبراويشى رجل عصامي و ليس إقطاعيا، و يمثل مصر بصناعة وطنية .
.و في نهاية عام 1965 أصيب حمزة الشبراويشى بجلطة ، و سافر إلى سويسرا لتلقي العلاج ، حيث كان يتابع من سويسرا أخبار الأذى الذى يتعرض له أصحاب بعض الصناعات، فقرر أن تكون العودة إلى بيروت بعد ان تم الشفاء . و افتتح فيها مصنعا صغيرا لتصنيع العطور كبداية جديدة بعيدة عن الجو العام فى مصر،
استغل البعض ما حدث و كانت الوشاية مكتملة الأركان، حمزة الشبراويشى هرب من مصر إلى لبنان و سيستقر هناك بعد أن يصفى أعماله و يسحب أمواله كلها،
هنا كان قرار عبد الناصر بفرض الحراسة على ممتلكات الشبراويشى، و تم عرضها للبيع، فأشترته شركة السكر والتقطير مع المحلات و الاسم التجارى و المنزل و بعض الفدادين بمبلغ زهيد لم يتجاوز مبلغ 165 ألف جنيه !! .
توفي مع نهاية الستينيات و عاد إلى مصر جثمانا ليدفن فيها حسب وصيته، حيث شيعه عمال مصنعه شركائه في النجاح سيرا على الأقدام من ميدان التحرير إلى مدفنه.
أما بيت المعادي الذى حصل على كأس الملك فاروق و بعد فرض الحراسة بسنوات تحول إلى منزل للسفير الإسرائيلي منذ عام 1980 حتى رحل عن المعادي
و اما مصنع دار السلام فهو مهجور ومغلق منذ أكثر من خمسة عشر عاما و تحول إلى مقلب للقمامة،
أما الكولونيا نفسها فيكن لها البعض محبة تاريخية، أما البعض الآخر فقد صار يراها مناسبة للسخرية و المعايرة !!
…….
نقلا عن كتاب ” صنايعية مصر لعمر
Discussion about this post