الرواد نيوز
الحلزونه ..!. و المستعجله ..!. وسكة الحمار ..!.
تسميات قديمة .. أطلقها .. أبناء الريف المصري ..!.
على أوتوبيسات النقل .. بين المدن في .. مديريات مصر ..!. وعلى الطرق بين بعض البلاد ..!.
( حكاية طويلة .. حبتين .. لكن مسلية ..!. ) .
المستعجله .!. هو أول تسمية .. أطلقها أبناء الريف على الأوتوبيسات .. التي تعمل في نقل الأفراد بين مدن المديريات المختلفة ..!. وذلك لأنها تقطع المسافات .. في وقت سريع بالنسبة إلى وسائل المواصلات في ذلك الوقت .. وهي .. عربات الحنطور .. وركائب الحمير ..!.
وسكة الحمار .. تسمية أطلقها أبناء الريف .. على الطرق بين بعض بلاد الريف المصري ..!. وسوف نعود لشرح هذه التسمية .. فيما بعد ..
اما الحلزونه .. فهي تسمية فكاهية .. ولكن واقعية ..!. أطلقها أهالينا الريفيين البسطاء .. على الأوتوبيسات .. عند أول ظهورها .. في مديريات مصر المحروسة ..!.
وبعض الطرق .. في ريف مصر .. تكون بجوار الترع الرئيسية .. وهذه الترع .. تأخذ مسارا متعرجا .. وبشكل غير طبيعي .. وغير مبرر .. وبالتالي .. يكون الطريق .. موازيا للترعة .. وتكثر به المنحنيات الحادة ..!. و المنعطفات .. وبالتالي .. يتسبب هذا في رجرجة .. وهزهزة .. الركاب البسطاء .. إلى اليمين تارة .. و إلى اليسار تارة .. بما يحملون من متاع ..!.
وسبب شق الترع بهذا الشكل الخاطئ هندسيا .. له حكاية تاريخية .. رواها لنا .. الدكتور مصطفي شعبان .. أستاذ مادة المساحة .. بهندسة عين شمس .. في الستينات .. وذكر أيضا أن جده .. كان احد شهود .. وقائع شق هذه الترع ..!.
فمنذ عهد الخديوي إسماعيل .. تقرر شق الكثير من الترع في مصر .. لتحسين حالة الري .. وكان مفتش الري .. ومعه معيته من المساعدين .. يركب حمارا .. ويسير في الطريق المخطط .. لشق الترعة .. والطريق الذي يسير عليه الحمار ..!. يكون مسار الترعة .. المقرر حفرها ..!
وكان كبار أصحاب الأراضي .. يتجمعون حول مفتش الري .. وهو يسير بموكبه .. وكانوا يسألونه .. ” هوه طريق الترعة فين .. يا سيدنا المفتش .؟. ” .
فكان يسألهم .. ” انتم أرضكم فين .؟. ” .
فإذا أشاروا إلى اليمين .. كان ينحرف بحماره .. إلى اليسار ..!. فيسارعون .. بوضع .. مبلغ من الحلوان أو البرطيل ( الرشوة .!. ) .. في جيبه الأيمن .. فينحرف بحماره .. إلى اليمين ..
فيعترض أصحاب الأرض من الجهة الأخرى ..” وإحنا كده مش حا نعرف نروي الأرض .. يا سيدنا المفتش ” .. ويضعون في جيبه الأيسر .. بعض الحلوان ..!. فينحرف بحماره .. إلى جهة اليسار ..!. بينما خطوات الحمار ..!. هي التي سوف تحدد .. مسار الترعة ..!.
وهكذا يظل مفتش الري .. ينحرف بحماره إلى اليمين تارة .. والى اليسار .. تارة أخرى .. على حسب الحلوان الذي يوضع في جيبه .. مخالفا الخط الأساسي للترعة .. والذي يظهر على الخرائط المساحية .. على انه خط مستقيم ..!.
وبعد حفر هذه الترع .. أنشئت بجوارها الطرق .. التي تربط البلاد ببعضها .. وكان من الطبيعي .. أن تكون متعرجة .. مثل مسار الترعة .. ليظل أهالينا في الريف .. يكابدون مشقة السفر .. الى يومنا هذا .. على هذه الطرق المتعرجة .. بالأوتوبيس .. الذي أطلقوا عليه .. اسم .. (( الحلزونه )) ..!.
وظلت هذه الترع و الطرق .. تظهر على الخرائط على أنها مستقيمة ..!. حتى عام 1954 .. حينما تقرر عمل سباق دولي للدراجات .. لاختراق الدلتا .. وذلك للدعاية لمصر ..!.
واشتكي .. المتسابقون بالدراجات .. من التعرجات و المنعطفات الحادة .. في هذه الطرق ..!.
وظهرت الحقيقة اخيراااا .!. ولكن فات أوان تصحيحها ..
وفي عصرنا الحالي .. قام عمنا .. جوجل ايرث .. بتصوير كل شبر من أرجاء المعمورة ..
وكل شيء .. انكشفن .. وبان .. !.
و .. الحلزونه .. يا اما الحلزونه ..!.
عمرو مختار
( الصورة .. موقف أوتوبيسات دمياط .. عام 1952 .. وفلاحة مصرية .. من أهل مصر الأصليين ) .
Discussion about this post