الرواد نيوز
اتعلموا معني الاصرار و تحقيق النجاح..
القصه دي عن شخص كلكم تعرفوه و كلكم شفتوه مئات المرات..
لكن ولا واحد فيكم عارف اسرار حياته اللي هي في رأيي اعظم قصه ملهمه عن معاني الاصرار و التصميم و عدم اليأس..
محمود المليجي..
اتولد في حي المغربلين عام ١٩١٠ لاسره متوسطه و قضي طفولته هناك ثم انتقل مع اسرته ل حي الحلميه ليدخل المدرسه الخديويه و اختار المدرسه دي عشان الناظر بتاعها لبيب الكرواني يشجع النشاطات الفنيه و فيها فريق تمثيل و فريق غناء..
كان طالب بليد و بيسقط كل سنه و لكن كان منتهي حلمه يكون مطرب..
لا يكل و لا يمل يسعي للغناء و يحلم ان يكون مثل عبد الوهاب..
تقدم لمسابقه اختيار مطربين و كان محكم اللجنه عبد الوهاب ذات نفسه..
بعد انتهاء المسابقه ، عبد الوهاب قال له؛
– يابني شوف لك مستقبل تاني غير المغني، انت صوتك نشاز زي مدفع رمضان و لا يصلح ابدا للغناء..
مر المليحي بمرحله اكتئاب شديد و حزن علي فشل امل حياته و قرر الابتعاد تماما عن عالم الفن و اندفع الي رياضه الملاكمه..
ايووون الملاكمه..
و حقق بطوله المدارس و ارتفع نجمه كبطل رياضي له مستقبل باهر..
و في احد بطولات المدارس نزل ضده ملاكم انجليزي من اسكندريه و كان وحش مفترس..
المليجي اتخرشم و انضرب علقه و اتكسر له ضلع و اتشندل ع الاخر..
فقرر ان يعتزل الشغلانه دي ..
و مر باكتئاب تاني بعد ان فشل في الغناء و فشل في الملاكمه..
قرر التوجه للتمثيل فتقدم لفرقه فتوح نشاطي و جري اختبار امام المخرج العظيم وقتها علام و قالوا له انت لا تصلح ابدا للتمثيل و شوف لك شغلانه نانيه تاكل منها عيش..
فخرج يجر اذيال الهزيمه و مراره الفشل..
فاطمه رشدي وقتها كانت لها فرقه مسرحيه شهيره و رأت المليجي شاب رياضي فارع و طلبته يمثل دور في احد مسرحياتها..
ابوه غضب عليه و طرده لتكرار فشله في الدراسه ..
فعاش لوحده في شقه متواضعه و كان بيقبض ٦ جنيه في الشهر..
و عمل فيلم مع فاطمه وشدي اسمه الزواج علي الطريقه الحديثه.. و مثل ايضا دور كومبارس امام ام كلثوم في فيلم وداد ..
مشي الحال شويه ثم اتخانق مع فاطمه رشدي و ترك الفرقه و اصبح علي بال الله محيلتهوش مليم و لا لاقي ياكل ولا يشرب..
تقابل مع بشاره واكيم و قررا تكوين فرقه صغيره تقدم اسكتشات فكاهيه بين العروض المسرحيه..
للاسف فشلوا فشل ذريع و الجمهور حدفهم بالطماطم و اتريق عليهم..
عاد لحياه البؤس مره اخري و حاول مرارا ان يصالح ابوه الذي رفض و غضب عليه و فكر في الانتحار من اليأس و الحزن..
بعد فتره شقاء و فقر و عناء وجد فرصه عمل في مسرح يوسف وهبي و لكن ليس كممثل بل ك ملقن..
يعني يقعد في الكمبوشه تحت رجلين الممثلين يلقنهم الحوار..
و كان يتألم بشده و هو يشاهد الممثلين يصفق لهم الجمهور بينما هو حالس داخل صندوق الكمبوشه مجهولا و لا ينتبه له احد..
و سافر مع فرقه رمسيس لبلاد عربيه كتير ..
و بينما الفرقه تؤدي عروضا في رحله الي سوريا و فلسطين ، اصيب احد ابطال المسرحيه بالمرض فاضطر يوسف بك وهبي ان يستعين بالشاب محمود المليجي كبديل..
و انطلقت موهبه المليجي و صفق له الجمهور كثيرا ..
و قرر يوسف بك ان يعطي ذلك الممثل المغمور فرص اكبر..
كانت ادواره في البدايه عاديه و متنوعه..و
يحكي المليجي عن بدايه اكتشافه لادوار الشر، انه في احد مشاهد التمثيل نسي جمله الحوار و شعر بتوتر شديد و اخذ يركز بشده و يعصر مخه لتذكر الحوار ، فظهر علي وجهه علامات و جحظت عيونه بشده و تحولت ملامحه لمظهر الشر و الرعب..
و منذ وقتها و اصبحت ملازمه له ذلك المظهر و اختاره المخرحين لادوار الشر..
علما بأن المليجي اكتر واحد خواف و اغمي عليه لما شاف ذبح الخروف في العيد..
و بينما يعمل في فرقه يوسف وهبي و في احد العروض في اسكندريه، تلقي خبر وفاه والده.. و شعر بخزن شديد ان والده توفي و هو غضبان عليه و لم تكن الاسره تملك نفقات الدفن و لا الجنازه و كان سيدفن في مقابر الفقراء..
جلس المليجي يبكي و يعتصره الالم..
اقتربت من خلفه تربت علي كافه و تكفكف دموعه فنانه زميله اسمها علويه جميل..
و دست في حيبه مبلغ طائل … خمسين جنيه مساعده له في الازمه..
سافر المليجي لدفن ابوه و تلقي العزاء..
و بعد مرور الاربعين علي الوفاه تم الزواح بين محمود المليجي و الفنانه علويه جميل..
و صعد نجم الشاب الفنان محمود المليجي و صار اشهر عباقره التمثيل في تاريخ مصر برصيد اكثر من ٧٠٠ فيلم..
وكما يموت المحارب فى ميدان المعركة، مات محمود المليجى فى مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره فى الفيـلم التليفزيونى “أيـــوب” فجـأة، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه “عمر الشريف”، سقط المليجى وسط دهشة الجميع.
يبقي لما تشوف القصه دي و تشعر بمدي المراره و الاحباط و الصدمات التي مر بها ذلك الانسان، يبقي ولامؤاخذه تلتفت لحالك و تشوف محتالك و لا تيأس و لا تنهزم و لا تقول حظي وحش و غيري حظه حلو..
مستقبلك هو قرارك..
نجاحك هو ارادتك..
Discussion about this post