نورا عواجه
نبذة عن الرجل الخفي الذواق بكل معنى الكلمة هو الأستاذ الكبير حسين السيد مؤلف معظم الأغاني لعمالقة الفن والطرب ولم ندرِ به في الأيام الماضية في العصر الذهبي بتاريخ مصر .
ست الحبايب” بأمر من وزير الثقافة المصري ..بعد أن فكر مصطفى
وعلى أمين بعمل يوم لعيد الأم
* برع فى كتابة الفوازير لثلاثى أضواء المسرح على مدى 7 سنوات
*كان
ذواقة ..وكان بيحب الحمام ولقمة القاضى والفول النابت
*ببغاء بالمنزل أرشدنا أن والدى موجود بالمنزل عندما أصيب بالجلطة
*حسين السيد عيشنا فى جو من الخيال..وكان يحكى لنا قصص خيالية عن تمثال على مكتبه
*حرص على تربية القطط فى المنزل وكان يذهب لمحل سميراميس لشراء بسكويت بالينسون للقطة
* كنا جيران عبد الحليم حافظ فى عمارة السعوديين فى العجوزة
* كتب للأطفال أغنية “حبيبة أمها” و”أكلك منين يا بطة”.. ولحنهما فريد الأطرش ..و”أمورتى الحلوة” لبليغ حمدى
كشفت الدكتورة حامدة حسين السيد، ابنة الشاعر الغنائى المعروف أسرار جديدة فى حياة والدها، بداية من دخوله عالم الفن على يد محمد عبد الوهاب، وعلاقته بعبد الحليم حافظ،وفريد الأطرش، إلى أن عرفه الرئيس السادات، ودعوته له لسماع أغانية وهو يلقيها بنفسه كلما أراد سماعها.
حامدة حسين السيد (1)
حسين السيد قد لا يعرفه البعض إلا من خلال أغانية، فلما قلبك يدق، وتسرح مع نفسك مع أغنية لعبد الحليم، ولما عنيك بدمع لما تسمع ست الحبايب، ولما تضحك من قلبك فى رمضان مع فؤاد المهندس، اعرف إن اللى كاتب هذه الأغانى هو حسين السيد، لما تضحك من قلبك فى رمضان وانت بتسمع فؤاد المهندس، وصباح، إعرف إنها من أشعاره، لما تسمع أغنية” يا بو ضحكة جنان”، وتشدك كلماتها اللى غناها فريد الأطرش لفاتن حمامة، تعرف إنها من كلماته.
حسين السيد كتب لكل الفنانين، كان أروعها للفنان عبد الحليم حافظ، كتب أغنية بيع قلبك، توبة، يا قلبي يا خالي، ظلموه، شغلوني، قل لي حاجة، عقبالك يوم ميلادك، حاجة غريبة، جبّار، فاتت جنبنا، عشانك يا قمر، أهواك، وغنى لفريد الأطرش، ومحمد فوزى ،وكان أشهر أغانيه”ماما زمانها جايه”، فقد كتب أغانى الرومانسية، وأغانى الأطفال، وغنى لست الحبايب، حتى الأغانى الوطنية لم ينساها، وكتب معظم أغانى محمد عبد الوهاب، بل أنه أصبح هناك توأمه بينه وبين عبد الوهاب، وكتب له اغانى، إجري إجري ،ساعة ما بشوفك، ماقدرش أنساك، إسمح وقل لي، ايه جرى يا قلبي، ياللي نويت تشغلني، يا مسافر وحدك،حياتي إنت،حكيم عيون.
حامدة حسين السيد (2)
بدأت رحلة الشاعر الغنائي حسين السيد الذي أصبح مؤلفاً لمعظم ألحان عبد الوهاب التي فتحت أمامه باب الشهرة والنجومية، وكتب مئات الأغنيات التي شدا بها ألمع الفنانين، فقد كتب لكل الفنانين في مصر، باستثناء أم كلثوم..
حامدة حسين السيد تحكى قصته مع أغانيه..
تحكى الدكتورة حامدة ذكريات والدها مع الفنان عبد الحليم حافظ، وعلاقته بفريد الأطرش، ومحمد فوزى، والتوأمة التى ربطته بالفنان محمد عبد الوهاب، وعلاقته بالرئيس الراحل أنور السادات وازاى كان يدعيه فى الإستراحة الخاصة به للاستماع إلى أشعاره قبل أن تصبح أغانى..
حامدة حسين السيد (3)
قالت حامدة حسين السيد، إن والدها الشاعر حسين السيد عاش فى طنطا أول 5 سنوات من عمره، وكان له خال غاوى الإنشاد الدينى، وكان يجذبه هذا النوع من الغناء، والذى أضاف له الحس الموسيقى فى كتباته، والأستاذ محمد عبد الوهاب قال عنه، “كان له أذن تغنى وهو يكتب”، وفعلا الأشعار التى كان يكتبها لها إيقاع خاص، وكان يدندن الحاجة وهو يقوم يكتبها، وأكثر الناس اللى بيحبهم هم الرحبانية، وكان شايف فيهم أن هذا هو الفن المتكامل، لأنهم كانوا يألفوا ويلحنوا سويا، وهو ما حدث مع محمد عبد الوهاب وحسين السيد، حيث كان اللحن سابق للكلمة، كان ممكن يكتب حاجات على اللحن، وهو ما حدث مع أغنية “على ايه بتلومنى”، ورغم إن والده كان شديد جدا عليه، لأنه كان ولد وسط أختين، إلا أنه أدخله مدرس فرير الخرنفش ليكتسب اللغة الفرنسية بجانب اللغة العربية التى كان يجيدها، وكان يعده بأن يكون تاجر مثله، وأدخله كلية التجارة، حيث أن والده كان مسئولا عن توريد المواد الغذائية للجيش والمستشفيات فى ذلك الوقت، ويشاء القدر أن يتوفى والده فجأة، ولم يكن محسوب له حساب، واضطر أن يسير على نهج والده قبل الأوان،لدرجة أنه ترك كلية التجارة من سنة ثالثة، وبدا الدخول فى مهنة التجارة، ولم يكمل دراسته.
حامدة حسين السيد (4)
فيلم “يوم سعيد”كانت فاتحة خير على حسين السيد ..
وتكمل حديثها قائلة، فى الفترة التى كان يعمل فيها فى التجارة، عمل المخرج محمد كريم إعلان عن حاجته لوجوه جديدة، فهو لم يكن يريد التمثيل، ولكن كان يريد أن يدخل عالم الفن، و”القدر حضر له مفاجأة”، فعندما ذهب إلى البلاتوه حدث موقف فى فيلم “يوم سعيد”، كانوا محتاجين أغنية وبيفكروا مين يكتبها، ولما عرض عليهم كتابة هذه الأغنية من أول لقاء جمعهم، أخذوه محط سخرية، ولكن محمد عبد الوهاب، أعطاه الفرصة، وقال له تجيبها امتى ؟ قال له بكرة، وقال إن دى فرصتى أكون أو لا أكون، إما أن يوافق عليها عبد الوهاب أو لا يوافق عليها، وكتب أغنية “إجرى إجرى، ودينى أوام وصلنى، وكانت الأغنية دى تفسير لما يحدث له، والأغنية هى التى أوصلته للمجد، وذهب فعلا لعبد الوهاب، وطلب منه أن يتعشى معه، وهذا العشاء كان بداية التوأمة التى استمرت 40 عاما، وهذه الأغنية هى التى استطاعت أن توصله بــ عبد الوهاب،حيث عمل 5 أفلام كان حسين السيد هو اللى كاتب اشعارهم بعد أن عجبته أغنية” إجرى إجرى”، وكان الناس فى هذه الفترة معتمدين على الأفلام الإستعراضية.
حامدة حسين السيد (5)
*ما علاقاته مع الملحنين الآخرين ولماذا لم يكتب لأم كلثوم؟؟
لم يمنعه العمل مع عبد الوهاب أن يكتب للآخرين، مثل منير مراد، واشتغل مع السنباطى، وحلمى بكر، وسيد مكاوى، ومن أجمل أغانيه، “وحياتك يا حبيبى ريح قلبى معاك”، وأم كلثوم لم يكتب لها أن يعمل معها، لأنه فى هذا الوقت مجتمع الغناء كان مقسم الى معسكرين،” معسكر للست أم كلثوم”، ومعسكر” لمحمد عبد الوهاب”، ولم يلتقوا إلا فى أغنية إنت عمرى عام 1964، كان هناك ندية كان كل واحد له جمهوره والمعجبين والسميعه بتوعه، إذن قبل عام 1964لم يكن يستطيع أن يكتب لام كلثوم لأنه محسوب على عبد الوهاب، ولكن بعد أن وافقت أن يلحن لها عبد الوهاب لم تكن تريد أن تأخذ عبد الوهاب والمؤلف بتاعه، وقالوا لعبد الوهاب مرة إن حسين السيد “المؤلف الملاكى بتاعك”، ورد عليهم قائلا : “شرف لا أدعيه، وتهمه لا أنفيها”، ولما تتعامل مع الإثنين معا تكون قد أخذت المعسكر كله.
حامدة حسين السيد (6)
كان هناك ناس كتير يكتبوا للست أم كثلوم، وكانت أغنية شكل تانى لنجاة الصغيرة قد أعجبت بها، ولكنها قالت إنها قصيرة، وطلبت زيادة كوبلية، ولكن الخبر وصل للصحافة، وكتبوا إن كوكب الشرق ستأخذ أغنية من نجاة الصغيرة، وبالتالى ظهور الخبر بهذه الطريقة منعتها من غناء هذه الأغنية، وكان محمد عبد الوهاب يقول له إن أم كلثوم دائما ما تغير فى الكلمات، وفى احدى الأغنيات طلبت منه تغيير كلمات كثيرة، وهو كان غير مقتنع بها، فلم يتفقا على العمل سويا.
حامدة حسين السيد (7)
*ما هى ذكرياته العائلية فى رمضان وكيف كان يحتفل به ؟
كان رمضان بيجى فى الشتاء، وكنا فى المدارس وقتها، حيث كنا ننام مبكرا ،واعتاد أبى السهر إلى الفجر حتى الساعة 3 أو 4 فجرا، وكان يستيقظ من النوم الساعة 10 صباحا، وكان يعمل ويكتب أشعاره فى مكتبه، وكانت الوجبة الأساسية فى الايام العاديةهى وجبة العشاء، الساعة 7 مساء، ولم نكن نستجرى أن نفوتها أو عدم حضورها، لذلك هو كان يلمنا طول السنة، لم يكن لدينا وجبة الغداء كان الواحد يأكل أى تصبيرة،ونتقابل على السفرة فى العشاء وفى رمضان على الفطار، وأتذكر أنه كان هو الذى يقوم بتجهيز وجبة السحور لنا بعمل سندوتشات الجبنة، والخيار المقطع، وكان هو المسئول عن سحورنا،وكان هو اللى بصحينا بنفسه، لكى نتناول السحور، وكان يومه مقسم بالساعة، ففى الأيام العادية كنا يستيقظ الساعة 10 صباحا ،ويذهب إلى مكتبه، وهو من قام بتأليف أشهر أغانى رمضان، مثل أغنية ” الراجل ده حيجننى” ألحان الموجى، والتى غناها فؤاد المهندس وصباح، ،والأغنية دى كانت بتمثل بابا فى الأكل بتاعه، لأنه كان مذواق جدا، وكانت ماما طباخة جيدة، كان بيحب الحمام المحشى، والمكرونة بالبشاميل، والكبيبة بالنعناع، وكان بيحب لقمة القاضى، وبلح الشام كنا بنصنعهما فى المنزل، وجدتى أيضا كانت طباخة جيدة، وقد وضع كل ما يحبه فى هذه الأغنية، وكان يتمشى وهو بيدندن فى البيت،كنت أقف مع والدتى وهى بتطبخ، وكنت أراها وهى تقوم بتسوية الكنافة على” البوتاجاز”لكى تكون مطهية بشكل جيد.
حامدة حسين السيد (8)
حسين السيد كان بيحب الأكل،وخصوصا لقمة القاضى وهى ساخنة، والجلاش،وبيحب تناول شوربة الفول النابت بالكمون.
*ما علاقته بعبد الحليم حافظ وذكرياته معه وهل كنتم جيران له فى العجوزة؟
أمى كانت صاحبة أخته فى شارع الملكة نازلى فى العباسية، ولما تزوجوا أقاموا فى عمارة السعوديين بالعجوزة، فى شارع النيل، وهذه العمارة كانت جديدة، وكان يسكن فيها عبد الحليم حافظ، ووحيد فريد المصور السينمائى، وثريا سالم الراقصة، وطارق نور، كان عبد الحليم يسكن فى الدور السابع مع ابن خالته شحاته،واحنا فى الدور الثانى، واخذ شقة أمامنا لإسماعيل شبانة أخوه، وأخته طنط عليه، وفاتن حمامة كانت ساكنة فيها لما تزوجت عز الدين ذو الفقار ثم ذهبوا الى عمارة ليبون بعد ذلك، وعبد الحليم إنتقل الى سكن آخر أمام “جنينة” الأسماك فى الزمالك.
_MG_8144
بداية شغل حسين السيد مع عبد الحليم حافظ كانت بعد أن عقدت شركة “صوت الفن”،عقد احتكار مع عبد الحليم حافظ، وأول فيلم لكلمات حسين السيد فى فيلم ” أيام وليالى”، وكتب فيه اغانى، ” شغلونى، وتوبة، وفيلم “بنات اليوم” كتب ” ظلموه، وأهواك، ويا قلبى ياخالى، وكنت فين وأنا فين، وعقبالك يوم ميلادك،كانت 5 أغانى فى فيلم بنات اليوم، ثم كتب أغنية “جبار” ،”وحاجة غريبة” فى فيلم معبودة الجماهير، وبعدها فاتت جنبنا فى عام 72 19وكانت حدوته.
_MG_8145
* كيف تعرف على فريد الأطرش؟
الفترة دى كانت كلها فيها إزدهار للفليم الاستعراضى، فكانت كل المشاركات من المؤلفين كانت من خلال الأفلام، لأنه لم يكن هناك فيديو كليب علشان تنزل الأغانى بصورة أخرى، وكتب “يابو ضحكة جنان” فى فليم “حكاية العمر كله”، وقام بكتابة أغانى وطنية كثيرة، وكتب لصباح أغنيتين للأطفال “حبيبة أمها” لحن فريد الأطرش، وأغنية “أكلك منين يا بطة” ، أما أغنية” أمورتى الحلوة”، لحنها بليغ حمدى، وفريد الأطرش زعل لأنه لم يحلنها، وكتب لمحمد فوزى،” ماما زمنها جايه”، وتم تصويرها فى بلكونة شقة محمد فوزى، وكتب أغنية “ذهب الليل “.
_MG_8146
* هل كان يحبه الرئيس الراحل أنور السادات ؟
بدأت العلاقة عندما حدث له مشكلة فى شغله فى التوريدات التى كان يرسلها إلى الجيش وقتها، والتى أمر عبد الناصر بوقفها فى منتصف العملية، بعد أن اشترى حسين السيد أطنان من الأغذية لتوريدها للجيش، وبرر عبد الناصر أنه يجب أن تكون هناك مناقصة ولا يمكن التعامل مع شخص واحد محدد، وكان مفروض يستلم حقه من التوريدات، و كانت ضربه لأبى، وأعلن إفلاسه حينها، حيث أنه دفع الفلوس فى أطنان من المواد الغذائية لم يتم توريدها، وقام ببيع العمارة التى كان يمتلكها، أصبحت تحت الحراسة، وكان السادات شاهد على الواقعة، وقال له أنا فاكر مشكلتك مع عبد الناصر، وكان السادات بيحب يسمع آخر حاجة كتبها حسين السيد، لأن إلقائه كان مميزا، وكان يذهب إلى الاستراحة الخاصة بالرئيس الراحل أنور السادات، وأصبحا صديقين، حيث كان السادات يسمع أشعاره قبل أن تصبح أغانى، وكان يحب يسمع الجديد من إلقائه، حيث كان يرسل سيارته له تأخذه، وترجعه.
حامدة حسين السيد (9)
*ما الجوائز التى حصل عليها ولماذا كان يحرص على تربية الحيوانات؟
حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الفنون من الرئيس السادات، والطريف أنه كان بيحب كل الحيوانات، وكان فى بيتنا ببغاء، وكان بيقلد صوت أبى، حيث يتعلم الببغاء صوت صاحبه، وبعد رحيله ظل يقلد صوته، فكان عندما يتمشى فى البيت يقول يا الله، وعندما توفى أبى ظل يردد الببغاء هذه الكلمة، وكنا نربى القطط فى البيت، كان لديه قطة فى المكتب، وأخرى فى البيت، وكانت غريبة جدا،كانت تحب تأكل البسكويت المصنوع بالينسون، وكان يذهب إلى شارع قصر العينى، لشرائه لها، حيث كان يوجد محل إسمه” سميراميس” كان يذهب اليه مخصوص لكى يشترى لها بسكويت الينسون،كان يمتلك حنيه كبيرة للقطط، و عاشق للحيوانات،وتميز أبى بالبهجة والحنيه، وكان لدينا عصافير،وسمك، وزحلفاة فى المنزل.
حامدة حسين السيد (10)
*كيف كتب أغنية ست الجبايب لـ فايزة أحمد رغم أن معظم أغانية كانت رومانسية ؟
القصة الحقيقية لأغنية ست الحبايب، أن مصطفى أمين، وعلى أمين فكرا فى عيد للأم، وعرضا على ثروت عكاشة هذه الفكرة، وكان وقتها وزيرا للثقافة، ووافق على فكرة وجود عيد للأم، ولكن اشترط أن يرافقها أغنية للأم، كتبها ولحنها خلال 48 ساعة، وكان كل ما يلخص كوبليه يمليه لمحمد عبد الوهاب لأنهم كانوا مستعجلين عليها، كما كتب أغنية عن الأهلى، والزمالك، لكلى يلغوا التعصب بينهما.
حامدة حسين السيد (11)
*هل سبق له أن كتب الفوازير ؟
كتب لمدة 7 سنوات فوازير ثلاثى أضواء المسرح، وكل افكار الفوازير التى قامت بها شريهان ونيلى كانت من أفكاره، مثل “كيوبيد للبيع”، وكان مؤمن بهم جدا، وكان بيلحن لهم كبار الملحنين،كما شارك فى فيلم “رسالة من إمرأة مجهولة”، وكان يكتب كل اشعاره فى مكتبه بشارع صبرى أبو علم، ثم انتقل فى ميدان الأوبرا.
حامدة حسين السيد (12)
*علاقته بأبنائه كانت ازاى؟
احنا كنا 3 أبناء، حسام، وحاكم، و حامدة، وكلنا بحرف اختار اسماءنا بحرف الــ “ح”،وكان يجمعنا فى غرفة مكتبة، ويسمعنا كل ما يكتبه، وكنا نعيش معه حياة مبهجة كلها حواديت، فكان عنده تمثال على مكتبه وكان التمثال ده “محوط على أولاده”، كان كل يوم يألف لنا قصة عن هذا التمثال، ويحكيها لنا، وحكاياته لا تنتهى.
حامدة حسين السيد (13)
الببغاء هو الذى أخبرنا أن والدى موجود فى الشقة ..
*كيف توفى حسين السيد ؟
توفى والدى وكان عنده 67 سنة، بعد أصابته بجلطة بالمخ ، فبعد زواجى، وسفر أمى إعارة إلى جامعة الإمارات، كان أبى وحيدا، وكان يشتكى من المرارة، وقال زوجى له سنذهب للطبيب، وخشيت أن يذهب بمفرده، وطلبت من زوجى أن نذهب اليه سويا فى نفس اليوم، حيث كان يسكن فى عمارة الأوبرا، وطرقنا الباب ولم يرد علينا،وظن زوجى أنه خرج، ولكن من خلال شراعة الباب، كنت شايفه النور الموجود فى الشقة، معناه أنه داخل الشقة ، وما جعلنى اشعر بالخوف عليه، أن الببغاء كان يتحدث، ومن المألوف أن الببغاء عندما يكون بمفرده لا يتحدث، فقمنا بدفع شراعة الباب، وجدنا بابا ملقى على الأرض، ذهبت إليه وجدت القلم مفتوح، وكان يكتب لحد آخر نفس، وظل فى الرعاية المركزة يومين، ثم توفى.
حامدة حسين السيد (14)
هل كنت تشعرين بحنيته كشاعر ؟
كان حنين جدا،وكان مالى الدنيا خيال، كان عنده تمثال على المكتب، ألف من خياله قصص، وحدوتة وعمل منهم قصة لا تنتهى، فضلنا نسمعها فترة طويلة ،وكان لديه قدرة على امتصاص من حوله، وكان يحب يسمعك، وعمره ما أخطأ فى أرائه.
حامدة حسين السيد (15)
Discussion about this post