نورا عواجه
رجل وحيد مسموح له بدخول قرية مخصصة للنساء في كينيا.. ما قصته؟
في مقاطعة سامبورو شمال كينيا، قررت مجموعة من النساء العيش بمعزل عن الرجال تمامًا، فما تعرضن له من عنف جسدي جعلهن يجتمعن في مكان واحد، ليثير هذا المجتمع الغريب فضول كثير من المصورين الذين وثقوا حياة النساء داخل قرية «أوموجا»، لكن ثمة رجل وحيد اكتشف المصورون، أنه يتردد على القرية مرة واحدة يومياً دون إعتراض النساء
رجل وحيد في قرية النساء
الرجل الوحيد المسموح له بدخول قرية «أوموجا» يدعى «لوتوكوي»، ولا يعيش فيها بشكل دائم، فقط يأتي إلى القرية قبل شروق الشمس يوميًا، ويتولى مهمة رعاية الحيوانات التي يقوم سكان القرية بتربيتها.
يحكي «لوتوكوي» في تصريحات سابقة لصحيفة «جارديان» البريطانية عند سؤاله عن سبب مساعدته للنساء داخل القرية، إنّ النساء في «أوموجا» يتولين مهمة رعاية الأطفال وإشعال الحطب والطبخ، أما رعاية الحيوانات تندرج ضمن مسؤوليات الرجلهناك رجال يتسللون للقرية
يحكي صموئيل ليابم، شيخ القرية المجاورة، أن هناك رجال يتسللون ويدخلون القرية، ولكن روزالينا ليربورا، 18 عامًا، إحدى سكان قرية «أوموجا»، نفت ذلك جملة وتفصيلًا، وقالت إن الرجال الوحيدين الذين يحاولون القدوم هم أزواج يبحثون عن زوجاتهم، ويتم طردهم على الفور، لأنّ مقابلات الرجال لأزواجهم تتم خارج حدود القرية.وبحسب الصحيفة البريطانية، يدير زعماء القرية موقع تخييم على بعد كيلومتر من النهر، حيث تقيم مجموعات من السائحين رحلات السفاري، إذ يُسمح للعديد من هؤلاء السياح وغيرهم ممن يمرون عبر محميات طبيعية قريبة بزيارة «أوموجا»، وتتقاضى النساء رسوم دخول متواضعة، ويأملن أن يشتري الزائرون المجوهرات، التي تصنعها النساء في مركز الحرف.
ما قصة قرية النساء في كينيا؟
«أوموجا» كلمة سواحلية تعني الوحدة، وتأسست هذه القرية عام 1990 لتكون ملاذًا آمنًا للنساء الهاربات من العنف الجنسي في سامبورو، بحسب ما جاء في موقع «CNN»، وتُعتبر القرية موطنًا للإناث من جميع الأعمار، فيما يمنع دخول الرجال القرية حتى يتم خلق بيئة آمنة للفتيات والنساء الناجيات من العنف، وكذلك الهاربات من زواج الأطفال.القرية التي تقع في شمال كينيا تعتبر مكتفية ذاتيًا، وهي موطنًا لما يقرب من 50 عائلة تتكون فقط من النساء وأطفالهنّ، ودائمًا ما تحرص على تثقيف مواطنيها من النساء حول حقوقهن، وتسمح لأبناء النساء الذكور العيش في القرية حتى بلوغهم سن 18 عامًا.وتعيش النساء في هذه القرية بموجب قواعد صارمة فرضنها على أنفسهن، تتمثل في مبدأ ضمان المساواة والاحترام المتبادل داخل القرية، ويلتزم جميع النساء داخل «أوموجا» بارتداء الملابس التقليدية والحلي الخرزية في جميع الأوقات، بهدف الحفاظ على تراث القرية الثقافي وتعزيزه.
Discussion about this post