صدفة على سبيل الصدفة
بقلم الكاتب مسعود حجيرة
جَلَسَتْ جلوس المتوسّم خيرا من قلب متيَّمٍ، يراها شمس أيّامه، بدر لياليه، التي قبل أن يجمعهما القدر، كانت ظلمة وسوادا، يتناغمان حُزنا وقهرا، جلست وبيدها خاتما أصفرا، من الذهب الخالص، أهداه إيّاها في ذات لقاءٍ جمعها تحت سحابةِ حبٍ بيضاء، بين أحضان ورود العشق والغرام، فامتزج أصفر الذهب بخضرة الحشائش، بحمرة وبياض الأزهار، المتراقصة شوقا وحنينا لحبٍ أحيا قلبين.
أجلست على الكرسي الخشبي بداع التواضع ؟، أم هو الخوف والرّهبة من فخامة الأريكة الجلدية السّوداء، الموضوعة للأغنياء وأصحاب السلطة والجاه، لا يحق لها الجلوس هناك، بثياب ملطخة بالطين، ممزقة من أشواك الأسلاك المعدنية التي مرت عبرها، حتى دمها شارك في تلطيخ ثيابها، فالأسلاك المعدنية الشّائكة لا ترحم أحدا، كل من حاول تخطّيها دفع الثّمن بدمه وأشلائه.
جسدها يرتعد ويتصبب عرقا، يسرّ الناظرين، جمالها رغم كل شيء يخطف العقول، يجعل من القلوب رقّا وعبيدا في غرامها وعشقها، للغزال بصمة واضحة في سحر عينيها، مزيج بين الخوف والحمى، يتراقص بجسدها، تنتظر وهي تعلم أن انتظارها لن يطول، يكفي أن يذكر اسمها لتحملهم الرياح إليها.
واستمرت عقارب الساعة ترقص عازفة نغمها المعتاد، ذا اللحن الثابت الشجي، غير أن دقات قلبها أبت إلا أن تتوقف وماتت دون أن يكون ذاك اللقاء، قتلها الشوق والخوف، قتلها الحب والانتظار، ماتت سعيدة أضنها، فالبسمة كانت مرسومة على شفتيها، هكذا وجدها عندما وصل، ذرف دمعا ومات معها حلمه الجميل.
Discussion about this post