ثورية الكور
لا تطرق باب امرأة تجاوزت الأربعين
تكتب الشعر بأسلوب مكرر
وهي تعد فطور العصافير
تنفض الغبار عن مزهريات بيتها
على شرفة النافذة كل صباح
كي تبتسم جارتها المقعدة
التي ترقبها من خلف النافذة
ولتحكي لها ولتخبرها
بأنها كانت تشبهها كثيرا
يوم كانت تركض طوال الوقت
وتبحث كيف تكون أسرة سعيدة
تبتسم وهي تبكي في قلب رجل
دفن أيامها بين الجدران ورحل
المطر غزير بالخارج
والذكريات لن تتوقف
عن التساقط على كرسيها المتحرك
وتسائل صور أبنائها المعلقة على الجدران
عن احرف أسمائهم المنقوشة
في سوار الرحمة على معصمها
لا تطرق باب امرأة تجاوزت الأربعين
وزنها صار أثقل من الحياة
تقشر وجه الوقت على صفحات دفاتر أشعارها
لكي تنجو من وجع الذكريات
تعانق قصيدة عارية
ليلها يضج بالكوابيس
كلما غفت عينها
تخشى أن تلتقي ذاك الرجل
الذي ينتظرها كل ليلة
على الطريق المؤدي إلى الحلم
ليخبرها بأنها نضجت بما يكفي
كبرت بما يكفي
ويجبرها أن تخمد الحريق
المشتعل في قلبه
ينام على كتفها
يبكي خلف عتبة روحها
يحملها ويمشي خلف أسراب طيور مهاجرة
لينجو من وحشة القبر
ويخبرها بأنه موجع وخفيف
لا تطرق باب امرأة تجاوزت الأربعين
تنام في قلب رجل بعيد
أرخت ضفائرها للريح
ترقص حافية القدمين
على شط البحر للنوارس
وهي تنسج من خيوط الشمس
لألئ تضعها على رقبتها
لتحميها من عيون الرجال
ثورية الكور
Discussion about this post