بقلم الشاعرة والأديبة
شيماء يوسف
لَم أَعُود طِفْلًا يَا جَدِّي
فَقَد شَابٌّ الْقَلْبَ قَبْلَ أَنْ
يُوشِك الشَّعْرِ إنْ يشيبا
وَقَتَلْت دَاخِلِيّ برائتي
وَدَفَعْت ثَمَن اختياراتي المريرة
وانسرق عُمْرِي وَتَنَاثَر
وخرت قُوَّتِي وتهاودت وَتَرَاخَت
حَتَّي عَيْنِي صدأت مِن اِحْتِبَاس الدُّمُوع
حِين اجبرتها أَنْ لَا تسيلا
وَجَلَسَت وَحِيدًا عَلِيّ الشَّاطِئ
أُرِيدُ أَنْ اتواسي أَو اتناسي
اجبرني الْمَوْج يَا جَدِّي إنْ اتهاون
وغضبي دَاخِلِيّ كَان مُحَاصِرٌ
وَسَقَطَت جَلِيسًا عَلِيّ الرَّمْل
منهكا مُنَكِّس الرَّأْس
أَتَذْكُر رِحْلَتَي رَاكِبًا السَفِينَة
مُنْدَفِعا وَرَاء اوهامي
وَخَلْفِي دُخَان احتراقي
يَحْجُبُنِي عَنْ رَأْيِهِ الطَّرِيق
حَقًّا لَقَد حَاوَلَت كَثِيرًا
حَقًّا لَقَد جَاهَدْت طَوِيلًا
وَكَانَت أُحَاوِل مِرَارًا إنْ اطيرا
هزمتني الدُّنْيَا فِي جولتي الْأَوَّلِيّ
وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ الْأَخِيرَة
فأملي فِي رَبِّي كَبِيرًا
وَاعْلَمْ أَنَّ رَبِّي رَبَّ المستحيلا
مَدَدٌ يالله
Discussion about this post