بقلم حافظ محفوظ
هَلْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي دُمْيَةُ خَيْطٍ؟
كُنْتُ أَظُنُّ بَأَنِّي مِثْلَ جَمِيعِ النَّاسِ،
أُحَرِّكُ نَفْسِي حِينَ أُرِيدُ
وأَجْلِسُ حِينَ أُرِيدُ
وأَرْسُمُ حِينَ أُرِيدُ
وأَرْقُصُ أَوْ أَجْرِي
أَوْ أَكْتُبُ…
لَكِنْ أَعْلَمَنِي رَفِيقِي اليَوْمَ، ذَاكَ الوَاقِفُ حِذْوِي
أَنّي قِطْعَاتٌ مِنْ خَشَبٍ
يَتَحَكَّمُ فِيهَا بِخُيُوطٍ لاَ أُبْصِرُهَا فَأُطِيعُ.
وَأَجْلِسُ حِينَ يُرِيدُ،
وأَرْسُمُ حِينَ يُرِيدُ،
وأَرْقُصُ حِينَ يُرِيدُ.
وَنَحْنُ مَعًا مِنْ أَعْوَامٍ
فَإِذَا أَبْصَرْتَهُ تُبْصِرُنِي
لاَ أَظْهَرُ إِلاَّ حِينَ يُرَافِقُنِي،
ويُحَرِّكُنِي بِخُيُوطٍ مِنْ شَمْعٍ،
تَرْفَعُ رَأْسِي…تَرْفَعُ كَفِّي
أَبْدُو كَالأطْفَالِ أَمَامَ الأطْفاَلِ
لَمْ يَكْبُرْ جَسَدِي مِنْ سَنَوَاتٍ.
أَنَا لَمْ أَفْهَمْ وَضَحِكْتُ مِنَ الكَلِمَاتِ
وَقُلْتُ أُلاَعِبُهُ
فَإِذَا أَرْخَى الخَيْطَ لِأُنْزِلَ كَفَّيَّ رَفَعْتُهُمَا
وإِذَا جَذَبَ الخَيْطَ لِأَرْفَعَ رَأْسِي أُنْزِلُهَا
وسَأَجْرِي كَالأَطْفَالِ بَعِيدًا
لاَ خَيْطَ يَرْفَعُنِي…لاَ خَيْطَ يُنْزِلُنِي
وسَأَقْطَعُ كُلَّ خُيُوطِي
وأُفَارِقُ كَفَّ رَفِيقِي، ذَاكَ الوَاقِفِ حِذْوِي
ولْيَبْحَثْ عَنْ خَشَبَاتٍ غَيْرِي تَتْبَعُهُ.
Discussion about this post