الأديبة السعودية صباح فارسي للرواد:الكتابة هي المخرج في رحلة الحياة واختبات خلف الكلمات واحترعت الصراخ صمتا
حوار
إلهام غانم عيسى
أحمد أبو رحاب
أحببت التعبير وكتبت خواطري بلغة شعرية
الكتابة هي القناع الذي اتخفى خلفه فلا يحاكمني
احد فالكتابة طوق نجاتي
القنبوس روايتي الأولى ومحازفتي للغوص في عالم الرواية
أثناء كتابة القنبوس كنت اكتب وابكي أوجعت روحي
شغف قلبي اول الغيث وهو عزيز على قلبي إنه البكر وتم تدشينه في بيروت
– من هى صباح فارسى كيف تعرف نفسها للقراء؟
–
كاتبة وروائية سعودية، نرجسية محلقة، أنثى متمردة على الواقع، متصالحة مع صلابتها الهشة، متخاصمة مع ضجيج البشر، متناقضة مع الظلال، تنسج بالحروف حكايات عن أحلامها وكوابيسها لأنها ما عادت تستطيع إغلاق عينيها والنوم دون أن تهذى من ضجيج أصواتهم
إختبأت خلف الكلمات إخترعت الصراخ صمتا حتى يأذن العالم لها بالحديث، إن كان فى مقدرته الإنصات.
– من إكتشف الكاتبة صباح فارسى؟
–
صديقات مقاعد الدراسة اللواتى كنت أتقمص شخصياتهم وأكتب بدلا عنهم رسائل حب وعتاب وترسل بأسمائهم إلى من يحبون
وكذلك معلمة اللغة العربية التى أخبرتنى يوما أن لى قلم يصل للقلوب
وفى الجامعة كان تخصصى آداب لغة إنجليزية كتبت تحليل ونقد لشخصيات الأعمال الأدبية
وكنت متميزة فيها جدا بشهادة بعض الأدباء
متى أكتشفتِ نفسك ككاتبة ومتى كانت بداية ولوجك إلى عالم الكتابة؟
بدأت الكتابة منذ أن كنت فى المرحلة المتوسطة حيث أحببت التعبير وكتبت خواطرى بلغة شعرية وفى دفتر يومياتى كنت أنتقد مايحدث حولى لكن بلغة صامتة
-لمن تكتبين وماالذى دفعك للكتابة؟
الكتابة هى المخرج فى رحلة الحياة وطريقتى المثلى للتنفس، هى القناع الذى أتخفى خلفه فلا يُحاكمنى أحدهم، وهى أيضا الشوكة التى أضعها فى عين من لا تعجبنى نظراته، الكتابة هى الذنب الذى أقترفه بكامل شهيتى للحياة، الكتابة هى طوق النجاة أو القشة التى أتشبث بها من الغرق
كثير ممن يكتبوا غرقى
كلنا نسبح بإتجاه أن نعرف لماذا على الضفة الأخرى من النفس
لا أدع أنى نجوت لكنى أحاول بالكتابة أن أعرف والمعرفة هى المبتغى
حدثينا عن عازف القنبوس؟
–
القنبوس روايتى الأولى ومجازفتى للغوص فى عالم الرواية، كتبتها فى ثلاث أعوام تنقلت حينها مابين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية
وتلك الرواية كانت
فى داخلى وبالذات حرقة الغربة،
أثناء كتابة القنبوس كنت أكتب وأبكى، من يندمج فى قراءتها يبكى فى ذات المقاطع التى أوجعت روحى
ونهايتها كانت أصعب إختبار لى وحين سطرتها إنتهت الرواية
وبدأت رحلتها مع القراء الذين سعدت بردودهم وتعليقاتهم الثرية حول الرواية
حدثينا عن شغف قلبى؟
–
شغف قلبى أول الغيث وهو عزيز على قلبى لأنه البكر تم تدشينه فى بيروت فى عام 2014
وهو أول مصالحة لى مع القراء
ماهى الطقوس الخاصة بصباح أثناء الكتابة؟
– فنجان قهوة، أو شاى بالنعناع وقلم رصاص يفرغ طاقاته ويصوب طلقاته على الورق، الفكرة تأتينى دوما وأنا أعمل فى روتينى اليومى حيث تأتى بكل ثقلها
وأفرغها سريعا فى دقائق أنفصل فيها عن الواقع والتحم بالرصاص والورق
س8- لمن تقرأ صباح فارسي
ج-قرأت فى صغري للمنفلوطى وغادة السمان وقبانى وأجاثا كريستى، ثم قرأت لإبن القيم عدة كتب، وقرأت مسرحيات شكسبير بالإنجليزي وفاوست لنيتشة وقرأت الأدب الإنجليزى المعاصر وقرأت سلسلة روايات كارلوس زافون
أحب أن اقرأ لمحمد حسن علوان وأيمن العتوم وأحلام المستغانمى وعبده خال وسعود السنوسى، ونجيب محفوظ وطه حسين وأحب قراءة الشعر وسماعه من الشعراء ففى ساحة الشعر ترق القلوب وتتجمل العواطف
س9 ماهى ميولك كقارئة؟
ج-أميل لقراءة الكتب الأدبية سواء باللغة العربية أو الإنجليزية وكتب الدين والفلسفة وأحب أن اقرأ عن تاريخ الشعوب وعادتها وكذلك تثير شهيتى القصص القصيرة وكذلك القراءة عن العلاقات الإنسانية المتشابهة المعقدة وعن الإنسان بصفته مبدعا حينا ومخربا حينا آخر لكوكب الأرض والفضاء أيضا
أقرأ بالإنجليزية أيضا عن الأحداث ومايجرى فى العالم لأنى أرغب فى اقتناص المعلومة دون وسيط بترجمتها ولكن الكتب كثيرة والوقت شحيح
القراءة تلك الكوة التى أنفذ منها لنور يحرر عقلى وروحى من كل مايطرأ عليها أثناء فوضى النهار
س10 -صباح فارسي أين تجدين نفسك بعيدا عن الكتابة
ج-
أجد نفسى فى الطبيعة فى عطر وردة جورية، فى خرير شلال ينثر رذاذه، فى إستراحة على شاطئ البحر ففى الطبيعة رحلة أخرى نكتشف فيها الأخرين والعالم وجماله ونتعرف على أنفسنا أحيانا أو نهرب منها حين لا نريد الإصطدام بذواتنا
س11- بمن تأثرتى من الكتاب؟
ج-غادة السمان رفيقتى منذ الصبا، تسافر معى حيثما أذهب ولا أترك كتبها من يدى أبدا
س12 ماهى الموضوعات التى تناولتها فى أعمالك الأدبية؟
ج- فى النصوص كتبت عن حواء وآدم وحالات الحب والحرب والعتب والشغب بينهما
فى الرواية كتبت عن المرأة وعن عذاباتها فى مجتمع ذكورى وتواريت بقصة حب للتخفيف من حجم المعاناة
فى ق،ق، ج كتبت بالرمز عن العديد من المواضيع الإجتماعية والحالات التى تمر بى ككاتبة تضغط على أعصابى وترهق خاطرى
فى القصة القصيرة كتبت عن التحرش بالأطفال والمرأة
س13 هل هناك شروط يجب أن تتوفر ليكون الكاتب ناجح؟
ج- لابد أن يكون الكاتب موهوب وأن يكون قارئا ومثابرا على الكتابة فالكتابة عمل يحتاج مجهودا ذهنيا ومعرفيا، ولابد أن يكون لديه قدرة على تقبل الرأى الأخر المخالف له
س14-برأيك هل حصلت المرأة العربية على حقوقها أم مازال أمامها عدة تحديات؟
ج-لم تحصل المرأة على حقوقها حتى فى العالم الغربى حيث يحظى الرجال بأعلى المناصب والأجور، نحن نحاول أن نحصل على حقوقنا كبشر ذلك كل ما نريد، وعدم النظرة للمرأة بدونية
س15- هل يوجد مايسمى أدب ذكورى وأدب نسوى؟
ج-
التحيز ضد الأجناس مرفوض من وجهة نظرى ولكن ربما نحن النسوة نطالب بسماع أصواتنا وهذه طريقتنا حتى نسمع الأخر
س16-الأدب النسوى فى الخليج هل أستطاع إيصال هموم المرأة وقضاياها؟
ج-كلها تجارب ومحاولات ستكلل بالنجاح بحول الله وقوته
س17-حدثينا عن جائزة الفلكلور السعودى وعن حكايات التراث الحجازى؟
ج-لقد دونت حكايات من التراث الحجازى باللهجة الحجازية وقضيت مايقارب من الثلاث أعوام فى كتابتها بعد سماعها من جدتى ونشرتها فى مؤلف هو الإصدار الرابع لى بعنوان (حكاوى ستى رحمة) ولقد طرحت وزارة الثقافة مسابقة فأشتركت بآداء واحدة من تلك الحكايات بصوتى وكنت واثقة من الفوز لأن الحكاية تستحق ولقد وفقت بالآداء الصوتى باللهجة الحجازية وفزت
س18-صباح خاضت تجربة التحكيم برأيك هل هناك أقلام شابة واعدة فى الساحة الثقافية وإلى ماذا يحتاج الشباب المثقف اليوم؟
ج-لدينا الكثير من الشباب الواعد الذى عليه بالصبر والتسلح بالمعرفة وعلى المجتمع الدعم بكل أشكاله
س19-حدثينا عن إصدراتك وماهى مشاريعك المستقبلية؟
ج-
صدر لى شغف قلبى، وتوسد روحى، وشوشة، وشائك كأغنية كلها نصوص شعرية وكذلك صدر حكاوى ستى رحمة وهى حكايات وأساطير باللهجة الحجازية وأخيرآ روايتى عازف القنبوس وهى عمل أعتز به
مشاريعى المستقبلية مجموعة قصصية، ورواية أخري برؤية مختلفة لم تكتمل بعد
س20 كلمة أخيرة للقراء والمتابعين؟
ج-من أجمل ما قرأت فى حياتى وهى رسالتى للقارئ (اقرأ كأنك الشخص الوحيد الذى كتب له الكتاب).. عش اللحظة واسمح لروحك بالخيال، حلق فى سماء العمل الأدبى منذ بداية العنوان حتى نهايته، هناك حياة أغتنمها بكل تفاصيلها، لدى متابعين من كل أنحاء الوطن العربى، شاكرة لكل من يتابعنى ويقرأ كلماتى وتصله قصصى وأحلام يقظتى فاللغة هى جسر أعبر من خلالها للعقول والقلوب وأنا حريصة جدآ على إبقاء الجسر عامرآ بالمحبة والنقاء بينى وبين القارئ
Discussion about this post