ظاهرة جديدة علينا قد ازدادت بالسنوات الأخيرة صاحبت عرض المسلسلات التليفزيونية علي كل القنوات وهي الإعلانات التي لا أول لها من آخر !
آي نعم: فإن الشركات المنتجة للأعمال الدرامية تعمل علي تحقيق عاملي النجاح الجماهيري والمكسب المادي الكبير وهذا حق مشروع ولا يعد في حد ذاته خطيئة.
و لكن : سرعان ما سيتحول المشاهد من مرحلة الصبر علي الإعلانات الطويييييلة جداً من أجل جاذبية العمل إلي مرحلة الغضب والإنصراف التام بعد أن ينفذ الصبر !
فقد تحولت بحق حلقات المسلسلات وتحديداً في قنوات بعينها إلي مجرد مقتطفات بسيطة تتخلل المنتج الأساسي والأهم ألا وهو الإعلانات ثم الإعلانات !
مما أضر شكلاً وموضوعاً بقيمة العمل المعروض وأفقده تأثيرة وشحنته الإنفعالية نظراً لقطع الإستغراق المستمر بشكل بات شديد الإستفزاز !
و هذا الفكر التجاري البحت ببساطة قد تسبب في هلهلة الأعمال الدرامية و إهدار الجهد الكبير المبذول بها و الإضرار بمن قاموا بإنتاجها فنياً و ليس مادياً إن كان ما زال هناك إعتباراً للجوانب الفنية !
أخيراً و الأهم من كل ما سبق ؛ أن الجمهور المتابع لعملٍ ما بشغف سرعان ما سيفقد هذا الشغف بعد أن يجد نفسه مضطراً لقضاء أكثر من ساعتين كاملتين لمتابعة أحداث حلقة لا تزيد مدتها عن خمسة و عشرون دقيقة تتخلل سيل جارف من الإعلانات مع إفقاد المشاهد حالة التواصل التي هي من أهم عوامل التأثير و بالتالي النجاح إن كنتم لا تعلمون .
و مع حلول أيام و ليالي الشهر الكريم كثفت القنوات مجهوداتها في التعاقد مع أكبر قدر من الشركات المعلنة نظراً لكثرة عدد الأعمال لتحولها جميعاً إلي مجموعة من المقتطفات !
ملحوظة : لا بأس من تكثيف إعلانات التبرعات الخيرية و التي تلاقي إقبالاً كبيراً من المصريين في أيام و ليالي رمضان العطرة ، ولكن رفقاً بقلوبنا من هول تلك الشحنات الموجعة التي تصيبها بقوة .
كل سنة و انتوا دايماً طيبين
Discussion about this post