حكمة شافي الأسعد
أخشى ضياعيَ في صمتي، فأحتجبُ
في غرفةٍ لفَّها في عزلتي العَجَبُ
ربَّيتُها في إناء الليلِ زنبقةً تلهو
وفي هسهساتِ الرّيح تنتحبُ
خبّأتُ عشرين عاماً في خزائنها
كأنّما العمرُ عطرٌ ضمَّه الخَشَبُ
لو خاطبَ القلبُ عطرَ الذكرياتِ بها،
تهذي وترقصُ في أدراجها الحِقَبُ
بعثرتُ فيها المرايا كي تحاصرَني عند الغياب،
فكلَّ الدهرِ مُغترِبُ
يفنى بها جسدي ضعفاً،
فأنحلُ من ستائرٍ في جدار العمرِ ترتقبُ
وجهٌ صغيرٌ ..
تلاقى في ملامحهِ حزنُ الرّمادِ على الجمْراتِ ..
واللهبُ
وجبهةٌ ترتقي – في عمقِ دهشتها – بين الرّفوفِ، فتحمي حزنَها الكُتبُ
تصطكُّ في البرد أقلامي
وطاولتي اتّساعُ حلْمي ..
عليها الأرضُ تنسكبُ
في غرفةٍ عمرُها كفَّانِ من تعَبٍ
بيضاءَ..
تغفو على جدرانها السُّحُبُ
تناقضَ السرُّ في أنحاء ظُلمتها،
فخلفَ بابي تلاقى الصّمتُ والشَّغَبُ
حكمة شافي الأسعد
Discussion about this post