خالد هزاع الخطيب
من قبلهِ الحُلمَ في أعماقِنا اندثَرا
كُنَّا نُلملمُ من أشلائهِ الخَبرا
نَذري هَوانا لعينِ الرِّيحِ تجمعهُ
كيما نَریٰ مِنهُ في رُمشها أثَرا
كُنَّا نُغازلُ في اللَّيلِ المُنیٰ صمتاً
فَيُسكنُ الشَّوقَ في أحضانهِ القمَرا
نُهدهدُ الأمنيات المُترعاتِ أسیٰ
نُلقي علیٰ قَلبها تعويذةَ الكدَرا
ونَزرعُ الأملَ المَوعودُ في دَمنا
ليُصبحَ الحلمَ عيناً والهویٰ أثَرا
ونَحلبَ الغيمةَ الحُبلیٰ لتُشبعنا
شَوقاً ونرضعَ من أٌثدائها المَطرا
كُنَّا نُخبئُ في جُبِّ السَّما سُؤلاً
جوابهُ في شِغافِ القلبِ قد وَقرا
ونَسألُ الأمسَ عن ماضٍ بهِ كُنَّا
نُرقعُ البينَ إيلافاً إذا خطَرا
ومن جَبينِ الشَّمسِ كم نَسجنا الضُّحیٰ
ثوباً بأجسادنا يَبلیٰ وما انشطَرا
من قبلهِ أضنیٰ الحنين أشجَاننا
والشَّوق من شوقهِ قاسیٰ وكم صَبرا
ونَجتدي أملاً لكن بلا جَدویٰ
مازال في عَزمنا ضَعفاً إذا اعَتذرا
في صفحةِ الودِّ كم أكبَادنا رَسمت
لوحدةِ الروحِ الأشكالَ والصَورا
وصَارَ هذا اليومَ في ضُلوعِ الدُّجیٰ
إطلالةَ الصبحِ يَحملُ نُورهُ القَدرا
ِسرَّا نُكابدهُ ويَعلمُ السِّرَّ من
في حُلمنا الذَّهبي كَم تَاقهُ السَّهَرا
تَعانقت مِنَّا القُلوبَ تَعرفُنا
من نخوة الدَّمِ لا في زيغةِ البصَرا
تَأَذَّنَ الَّلهُ أن ٰيَأتي ومُوعدهُ
مايو وتَأريخهُ في الصَّدرِ قد حُفَرا
وعَانق العيدُ منَّا كُلُّ ذَائقةً
كانت لهذا اليوم تُمعنُ النظَرا
والأرضُ من تَحتنا تَزهو وفي كَفِّها
ترفرفُ الأمجاد كُلَّما ذُكرا
تَحققَ الحُلمَ والأمالُ زاهيةً
وهمسنا القُدسي مايو بهِ جَهرا
وأعلنَ الشَّعبَ كُلَّ الشَّعبَ وَحدتهُ
وفخخَ الكونَ بالأفراح ِفانفجرَا
وأذَّنَ الفَجرَ من إيقاعِ نَشوتهِ
يضيف لِلدُّنيا من إسمنا دُررَا
فجر مايو
خالد هزاع الخطيب
Discussion about this post