“امرأة قصوى”
علي الربيعي
كيف أتحرر من هذا الكفاف
والقلب مشروخ بالسؤال
وبامرأة قصوى
صمتها من نحاس
وضحكتها موطئ الشعر
والبرق
****
وددت أن أصُمّ الرغبة
عن نشاز امرأة قاحلة
تدّعي بأنها أغنية
لأؤجج شهقة الأصابع
في نهر امرأة شاهقة كاللغات
لا تزعم أقل مما لها
ولا تدّعي فداحتها الاخضرار
****
أصحو في الفِراش
جارحا
كخيول أسئلة قادحة
وهادرا كغيمة مجنونة
تصفع شبابيكها البروق
وتذعن للريح
والآثام
يؤويني قلبها الوثير
المفخخ بالبحر والنار
وسفنها تكسّر على الكتفين
كل هذا الموج
والنشيج
ذاك السواد
الذي يلقي دون هوادة
بشيخوخته الشرسة
في محاجر العينين الباردتين
****
لا يسعني أن أكون قاحلا أكثر
وباسما أقل مما يجب
حين المُرفلة في خصبها
تُمعن في غي ضحكتها
مُسرّبة للعطب
البرق والضوء
والعسل
****
تغويني أنوثتها
الطافحة بالبنفسج
والقناديل /
الطالعة كطائر الفينيق
من فوضى العطر
ورماد العناق
****
ضحكتها تغسل الضمير
وتؤثث ذاكرتي بالمدن النظيفة
والفَراش
أهبها قيامة الكلام
وتهبني ميلادا مُعافى
يليق بفجيعة الاشتعال
وبالبوح المُراق
على نافذتي الساهمة
في لوحة على الحائط
لقرنفلة ملتهبة
أشعلتها قيامة الحواس
****
كيف لقلب أطفأه اللهاث
أن يؤوي امرأة قصوى
ونهدها النافر
يمجّد ألسنة الضّالين
وملوحة القوافي
كيف سآخذها من يدها
لدهشة الكلام
وفداحتها تبدد من شرفتي الضوء
و الشِّعر
وألوان المدينة
****
كيف أهمس في أذنيها
عن شغف النخل بالقطاف
و النهارات المؤجلة
تطل من عينين بحريتين
فيهما يسبح القراصنة
ولصوص الغسيل
كيف أراقصها
وأنا مفخخ بقافية قابلة للاشتعال
****
يا إلهي
زدني زفيرا
كيلا أتشبث بالصمت
وهو يطفئ بهجة النار بالنار
و يبلل عصفور الكلام
****
كيف لرجل يجوس خريفه الأربعين
أن يضبط نبضه
على إيقاع امرأة تنفلت مُشتهاة
تنام منضّددة بالمواعيد
ومكممة بالأغاني
امرأة تغادر باردة كجمرة
تبتلعها البحيرة
وتدلف ساخنة
كإيقاع النشيد
امرأة مأهولة بالمواويل
والنار
وبمدن مغمضة تريح أعصابها
في اخضرار ضحكتها
فكيف أستعذب سليلة النار
وأنا / سليل القمح والقار
ضحكتها المُجمرة تحرقني
ويشعلني جمر عينيها المبذرتين
****
امرأة تأكلها موسيقى موتزارت
ويحرقها ظمأ المواعيد
قلبها مخضّبٌ بالزغاريد
والمديح
ونهداها غابة ٌمهتاجة
مهيأة للاتقاد
امرأة تهب اكتظاظها
لمن يشتهي الجمر والبهار
وعينيها لمن يتطهّر بالبحر
ويهلل للنورس
والمطر
امرأة تنفذ من المواقيت
إلى الوريد
ومن شرفتي إليّ
تؤجج فتنتها البحيرة
وتضرمها الفوانيس
فكيف أجوس هطولها
وإيقاع المدينة
ينهض خلف ضحكتها
لتنفض الليل الرخو
عن عيون الأمهات
وجيوب الكادحين
كيف أبدأ ومن أي باب
أدفع بالكلمات لكل هذا البياض
وضحكتها ولادة الأشياء
ونهايتها
****
كيف لطائر الرخ
أن يتوطّن بحيرة
مشيدة بماء ضال
وموشومة بالبروق
والعواصف
كيف يبهجه المطر
حين تنخره الرعود
ويطبق الوحل على الكلمات
والأجنحة
****
ليت بوسع ضحكتها التشظي
لتسدّ الخراب
من كل الجهات
علي الربيعي
Discussion about this post