رسائل اكتوبري
فاطمة إدر.
في هذا الصباح تخيَّلت أنَّنا لا زلنا معًا، هطلت أمطار غزيرة، شديدة، صوت الرعد والبرق يملأ السماء، أصوات الأطفال في الطرقات وبهجتهم تملأ الدنيا، تمنَّيت لو أنَّنا في سنِّهم، كنَّا سنركض معًا في الطرقات، نعبِّر عن سرورنا بقدوم المطر، كنت سأركض خلفك وأمسك بك وحينها ستجري أنت خلفي ولكنَّك لن تمسك بي ليس لعدم قدرتك على ذلك بل من سمنتك المفرطة،
كنت دومًا أضحك عليك وعلى وزنك، فتقول لي:
-انظري إلى نفسك مثل عود مكنسة، أنا أفضل منكِ بكثير
وتخرج لسانك لي!
ولكنَّني كعادتي أضحك عليك؛ لأستفزَّك..
أتعلم، لا زلت كما كنتُ عليه، لم أتغيَّر، ربَّما ملامحي تغيَّرت؛ لأنَّني أصبحت صبيَّة ذات الواحد والعشرين عامًا، أصبحت أكثر أنوثة كما قالت جارتنا أم أحمد، ولكنَّي لا أكترث لكلامها كثيرًا.
أتخيَّلك، هل ما زلت ذاك السمين أم أنَّك تغيَّرت؟ ولكنَّني على يقين بأنَّك قد تغيَّرت فقد أصبحت الآن رجلًا ذا الثامن والعشرين عامًا..
كنت أحفظ تاريخ ميلادك عن ظهر قلب، وكلُّ شيء يخصُّك كنت أعرفه كمعرفتي لاسمي!
لقد مرَّت السنون وكبرنا بسرعة، والوقت لم يعد كما كان، كلُّ شيء تغيَّر ربَّما، إلَّا قلبي لا زال على عهده لك، لم يتغيَّر، ولم ينبض لغيرك، الحنين في كلِّ ليلة يتسلَّل إليه ينتظر قدومك، متى ستُطفأ نار الشوق والحنين؟
يا عزيزي طال غيابك، مللت جدًا وأنا أنتظرك، أعدُّ الليالي والشهور والأعوام على أمل أن تعود..
رسائل أكتوبري
فاطمة إدر
Discussion about this post