محمد حسني عليوة
انتظريني
أيتها الغانيةُ المبجلةُ بخُطا الطُّهر
والمدانة عند قياصرةِ الحداثة
فقلبيَ المصقولُ بالترحالِ زمنًا
مدينٌ لروحكِ بانتحال بصيرةِ الموت
لا تستعجلي الدخول عليّ
الآن أنا وسْط معركةٍ جديدة
فلا تأتي ملوثةً بإعدادِ الطعام
محملةً ببارود التوابلِ والكرفس
بمخلفاتِ البصل
ومشتقاتِ الأظافرِ المقلمة
وفي رأسكِ ثرثرة كبيرة
من نسوةِ الشرفات
تتسللين كحصانِ طروادة
في فمكِ الجواسيس والعسكر
وسائرِ خدّام البلاطِ الملكي
لتراقصيني على إيقاع وجعي
لي رغبةٌ في جسمِك
أن أسوّي من لحمه طبقًا لفمي البائس
لي رغبة في عينيك
فالأقبية يصعب المرور فيها
دون ضوءْ
لي رغبة في بكائكِ الطفوليّ
فأذني لا تسمع دون رهافةِ حُزنِك
أنت رائعةٌ حين تغيّرين جلدكِ
من النهارِ الممطرِ
إلى المساءِ الحالِك الشهوة
تُحدثينَ النعمةَ في فقْري اللدود
فالقُبلة مثل أقراصِ العجينِ
تُطعِم أفرانَ الجياع
حين تطالني الرغبةُ في كتابةِ الشعر
أزرعُ فوق صدركِ وردتين
حين تضيق برأسيَ الكلمات أشتّم عطرهما
ولا أبالي إن صرتُ بلا ذاكرة
فتلك القصاصات معالم وطني
أبواب مدينتي التي تخبئ اللاجئين في حيازتها
صرِن فيها النسوةُ أحلى
والعصافيرُ تأتي بجوازِ سَفرٍ
يخْتمونه بالضوءِ الأخْضرِ في كُلّ الشرفاتْ
انتظريني
وامنحيني طوافَ ظلالِ يديكِ
كي أعيد العالمَ المجنون إلى إيقاعِ رشده
العالمَ المجنون في رأسي
في مزاج قصائدي المرتد عن دينه
في أطنان القشّ
التي أفتش فيها عن إبرتي النحاسية
أعرف أن صناعةَ معجزةٍ لضريرٍ
أسهل ألف مرةٍ
من انتقاءِ قطرةِ عطرٍ
من فنطاسِ نبيذٍ مُعتّق
محمد حسني عليوة
Discussion about this post