بقلم الأستاذ … هيثم فتحى
أقف أمام خزائن ذكرياتي التي فُتحت أبوابها بإقتراب العيد … أري بداخلها عالم شاسع مترامي الأطراف … أدقق النظر فأرى كرة مطاطية … خمسة جنيهات عيدية … شريط طلقات مسدس … قرد صغير يعمل بالزمبلك و ألعاب كثيرة … على مرمى البصر يقف شخص مبتسم يلوح بيده لي ويحمل بعضا من البالونات الملونة … لا أتبين ملامحه جيدا ولا أرى على وجهه سوى إبتسامه فقط بلا ملامح معروفه … عرفته على الفور إنه صديقي القديم … صديق الأعياد فقط .. سعد نبيهه الذي كنت أعتقده صديقي وحدي بخيالي والذي ينتظرني كل عيد ليجعل منه ذكري جميله تمتد لبعد العيد كما كانت تعدنا الجميله صفاء أبو السعود قبل أن أكتشف أن كثيرا من أبناء جيلي كان لديهم نفس الإعتقاد … كانت والدتي تضحك دوما وتصحح لي المعلومة بأن المقصود “سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميله لبعد العيد” … كنت أتفهم كلامها ولكنه لم يفارق خيالي قط.
تمر الأعوام تلو الأعوام … نسير في دروب حياتنا ونكبر ويصبح العيد حدثا للواجبات الإجتماعية .. تبهت بهجتنا به عاما تلو الأخر … تطورت الألعاب ووسائل الترفيه والميديا ولكن بهتت السعادة والشغف بداخلنا بفعل الإعتياد أو قانون الزمن الذي يصيب الأشياء والمعاني والمشاعر أيضا وليس الأشخاص فقط … أتوق شوقا ليوم واحد من أيام العيد بطفولتي … أسعد كثيرا عند سماع أغنية العيد فرحة مصادفة فأتذكر سعد نبيهه وأتمنى لو عدت مرددا إياها وأظل حبيس تلك اللحظة ويتوقف بي الزمن هنالك للأبد ❝
Discussion about this post