مبارح أحلى مع النجم السوري وائل رمضان
متابعة الهام غانم عيسى
نشر الفنان المبدع والمتالق وائل رمضان على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك حكايا رحلته وتواجده في مصر وزيارته لمنزل الراحل الموسيقار التاريخي بليغ حمدي حيث كتب قائلا:
ولأنني مغرم بكل ما خط وسمع وأسمع ودوّن وألف وقال وهمس بليغ حمدي ، قررت وأنا في مصر البهية أن أزوره ولو في مسكنه الأخير ، وقراءة الفاتحة لروحه المبدعة علّها تشعر بي أو أشعر بها …
قبل شقشقة الضوء وغمامة رمادية تغطي سماء النيل عند الفجر اتجهت للسؤال عن مثوى البليغ ، وبعد وقت من البحث التقيت في ( القرافة ) كما يسميها اخواننا المصريين ببائع بطاطا حلوة
أنا: بتعرف وين قبر بليغ حمدي ؟
الرجل: يااااه دا انت عتيق قوي يا راجل بليغ …بليغ …اااه ، افتكرت ، دا ساكن ياسيدي في شارع فريد الاطرش
أنا: طب ولامؤاخذة ، فين يعني ؟ انا ماعرفش لاشارع فريد الأطرش ولا شارع فريد شوقي ؟
الرجل ضاحكا: معاك حق والله .. لوتعرف ماكنتش سألتني ، طب بص انت تروح يمين يمين ..شمال يمين .. ويمين برضو وهناك تسأل أي حد جنب المكوجي .
أنا : المكوجي ؟! في الترب ؟!
وطبعا ( القرافة ) مدينة كاملة كما نراها في الأفلام وأكثر ، ولاتقتصر على المكوجي وحسب …
وصلت أخيراً لجوار الحبيب الغالي ، وجلست بقربه ولمست قبره ، وانا الذي أكنّ له في قلبي حبا واحتراما يصعب عليّ وصفهما …
اغمضت عيناي ورحت هائما ورحت أدندن
“صدق اللي قال الهوى فوق الجبين مكتوب”
كانت هذه ألحان آخر أغنية لحنها البليغ لسيدة الشرق وكانت الاغنية الوحيدة التي سجلتها في الاستديو والوحيدة التي يرافقها كورس والوحيدة التي كانت بدايتها صولو للاورغن والوحيدة التي كانت تتلعثم بها ببعض الاحرف كونها قد ركبت بدلة لاسنانها
“حكم علينا الهوى ” كانت هي الأغنية الأخيرة لهما رحمهما الله…
وبينما أنا أتلون مع تلك الأنغام وأحلّق تارة وأغرق تارة أخرى لدرجة كدت فيها أرى بليغ حقيقة أمامي ، تداخلت الأصوات بشكل ملفت ونشاذ شديد حلّ على مسمعي و ترانيمي ، وما أن فتحت عيناي حتى وجدت جمعا غفيرا من المتسولين بين رجال ونساء وشيوخ وأطفال ورضع ، والجميع يبتسمون لي وبصوت واحد : ( حتى الرضع ) :
كل سنة وانت طيب يا باشا.. ربنا يرحمه ، ربنا يحسن اليه .. كان راجل أمير ، ربنا يطول في عمرك …
وقفت مشدوهاً ونظرت إليهم وإلى بليغ الصامت والمشدوه مثلي تماما …
وبعد صمت …
أنا : عارفين ؟ اللي بتقولوا عنه أمير ده ، الراجل دا ما كانش كويس ، راجل والعياذ بالله ما عندوش ذمة ، ده استلف مني خمس تالاف جنيه ومات من غير ما يرجعهم ….
وبصيت لبليغ … وبص لي
“وآه يا ليلي آه ع الوعد والمقسوم”
فزورته ، زورته بشدة وأطرقت رأسي ومشيت من أمامهم بلقطة ( سلوموشن )
وهم في حالة من الصدمة والتكدر من بليغ وعمايله وفصوله وفنونه …
ولو أني لم أقل وأفعل ماقلت وفعلت حينها لبقيت بينهم حتى يومنا هذا ، ربما !
ومن ( القرافة أو البساتين ) الى الاستديو (طوالي ) … كانت سلاف تسجل حلقة مع الاعلامية هالة سرحان لصالح قناة روتانا سينما
ووصلت متأخرا للقاء بل ومغبراً قليلا …
ولكني قررت ( أيضا ) الانضمام إليهم ،
فبادرتني الأستاذة هالة : معقول بتحب بليغ لدرجة انك تتأخر علينا.. ايه الحكاية ياوائل ؟
قلت لها بكل هدوء : ” إن الله قد مَنَّ على مصر
بنهرين عظيمين … الأول انقطعت مياهه كان بليغ رحمه الله …والنيل أدامه الله علينا….
الأوله .. يا أنا بنقولها تحيينا
والثانيه آه يا هنا احضن ليالينا
والتالته آه يا هوى
سلمنا ليك أمرنا ولقينا فيك عمرنا
وأجمل أمانينا…
#مبارح_أحلى
#بليغ_حمدي
#حكم_علينا_الهوى
#النيل #مصر
#وائل_رمضان
Discussion about this post