( في معرض ردّي على مقال الاديب الروائي امين الزاوي )
بقلم
لمياء العامرية
في مقاله الاسبوعي في صحيفة الاندبندت اللندنية في 15جوان 2023 بعنوان ( نهاية حروب الاجيال الادبية ) يبدأ الكاتب الروائي امين الزاوي بطرح سؤال ..
هل لا تزال حرب الاجيال الادبية قائمة ؟
الجيل الادبي كذبة كبيرة ، لا اجيال في الادب ، فالكتابة سلسلة متواصلة ..)
وللاجابة على استفهام الطرح ، ومن منظور القاعدة المستوية لخط ادباء وشعراء الجيل الجديد ، نقول نعم يا سيدي لم تزل حروب الاجيال الادبية قائمة .. فهي ليست وليدة اليوم ، والهوّة بين الاجيال اتسعت واصبحت اكثر وضوحا واشدّ وخاصة بعد الثورة التكنولوجية الهائلة او ما يسمى بالعولمة ..
وهي واقع ملموس ومحسوس وبابهى وضوحه وليس كذبة ، كما ان الشمس لا يمكن حجبها بغربال ..
وتتضح معالم وسحيق هذه الهوّة في النرجسية ( المريضة ) التي يتعامل فيها ادباء وشعراء الاجيال السابقة ولغة الخطاب التي يروجون لها من شرفات طبقاتهم العاجية عن طريق وسائل الاعلام او النتاج الادبي ..
يستطرد الاديب الزاوي ، قائلا : ( وحين يتحول الكاتب الى شخص مهووس بنفسه وبمكانته اكثر من هوسه وانشغاله بنصّه لغة وفلسفة فهذه النرجسية هي حالة مرضية مدمرة )
هذا ما يطابق فعلا واقع وشخصية الادباء الذين يرون انفسهم النخب الثقافية في المجتمع ، وبعيدا عن لغة المجاملة وتزويق الكلمات لكن الحقيقة تفرض نفسها بقوة
الغرور والكبرياء والتعالي صفات ملازمة لاغلب المعنيين بهذه التسمية ، وهذا ما يقود لاتساع الهوّة بين الجيل الجديد والاجيال التي سبقته والذين سجلوا حضورا اعلاميا وادبيا بارزا ..
اما قوله .. ( ان الحديث عن ” الاجيال الادبية” وصراع الاجيال الادبية هو حديث عن امر خارج الادب )
والواقع يفرض نفسه بقوة ، بل ان اكثر اوجه الصراع حدّة هو ما يعكسه داخل اروقة الادب والاعلام والفكر والثقافة حقيقة ناصعة لا تقبل الشك الا من خلال اقلام ( النخب ) وكأنها تحاول احكام اللثام على افرازات ومعطيات الواقع الثقافي ..
اما ما طرحه الاستاذ الزاوي ان الشاب الناشئ الذي يسأل ( الجهابذة ) النصيحة والتوجيه ليكون كاتبا ناجحا ، وبأنه لا يحبذ تقديم النصيحة فقد وعتها الاجيال الناشئة وبدأت تتخطى عقدة الهوّة السحيقة بين الاجيال عن طريق الفكر وبناء النفس بمعنى خلق التطوير الذاتي للكاتب .
ومن هنا اوجّه خطابي للاستاذ الزاوي ، ان صراع الاجيال ومحاربة الاخر نشأت من قبل اجيال النخبة تجاه النشئ الجديد وليس العكس ، وجاءت تسمية ( الحرب ) في اصل المقال واراها اعمق وابلغ توصيفا من مصطلح الصراع ..
لذا كان الاجدى والاكثر نفعا وتأثيرا لو انك ( يا استاذ امين ) وجّهت خطابك لمن يتخندقون في طبقاتهم العاجية كي يتخلّوا عن مثالياتهم المنمقة والمختارة بعناية فلسنا بصدد الاقبال على ابواب الانتخابات الوزارية ليمطرونا بالمثاليات والقيم الرنّانة ..
آن ان يكون الحوار اكثر شفافية وصدقا ، والمستقبل للقادم …!!
Discussion about this post