قصيدة و شاعر….
بقلم … أمال السعدي
عالم الأدب محيط صعب به قياس المسافات،هو حال كل العوالم ونحن نتوه في الجمال و المعرفة ، نبحث و نستطلع هنا وهناك عن الجميل و المبدع، زمن فُقدت به البهجة لكن البحث مستمرعن كل ما يمكن أن يحرك لب الروح ويحاور سرمدية البوح من خلال الكلمة، ترحالي مستمر باحثة عن ارض ندية استلقي عليها مسترخية بحضرة الجمال في عالم الأدب،هي سجاد جنانها صور محاكة بتقنية تسمح لي وللغير أن يحرر قطوف تبلل الريق مستكشفة مواقع الوله..
“بلال الجبوري” شاعر وشخصية من بلاد الرافدين حصد التميز في عالم الحرف و خاصة في عالم الغزل الذي حاكى به ومازال يحاكي الاكتواء وترطيب السُجدِ،يسافر عبر التعبير تارة يطرح الرغبة في التعذيب قائلاً:
عذبيني بالجفاء واقتليني بالسكوت
واحرقيني بالجمال واكتويني بالرتوت
لن أباعد أو أبين بعدكِ يعني لي موت
قد ملكتِ القلب حقاً وبكِ روحي لهوت
انت يا انثاي عشقي بكِ أنفاسي تفوت
أنت عيني وفؤادي واشتهائي والبهوت
خذي دمعي لك بحراً خذي اضلاعي يخوت
تارة أخرى يناجى ملكوت الجمال زاحف على مَلكة الروح مبحراً في عالم الفرح، حيث النقش السرياني غازل الحنان في وضح النهار ليروي باقة من زهور ترواح بها المواسم،يحلق في رضاب المفردة مترجم ضوء الشموع منصهر مُلغي عتمة الليل والنفس وهو يهاجي قائلا:
في كل مكانٍ سرياني في البحر أو البر تراني
في غفلة ليلٍ في صحوٍ
بسماءٍ بالحب حناني
في وضح نهارٍ في شوقٍ بغرامكِ
أروي أغصاني
قولي أهواك أو ابتعدي
فالعشق رضابٌ بلساني
قولي لي كلاماً بحنانٍ للقلب
لروحي لجناني
ماعدت لاحتمل طريقاً يشقيني
يسرق أشجاني
ذوبي في جوفي شموعاً
في جوفكِ نارٌ تغشاني
ذوبي وانصهري سريعاً
فغرامكِ فجر بركاني
شلة من النغم يرتخي في حلة التصوير نداء به القلب مُستجير،على متن سفينة القصيد حلقت أروي قصة بها الشاعر جاهد في التدوين، ترانيم الهوى بها أعتمر الشاعر العراقي بلال محلقا في سماء البوح، ممطراً غيمة محتبسة روى بها الجفاف و غيب العطش…..
جميل أن نلتقي شخصيات همها غزل الحروف و نتاج المشاعر في سلال عِبقها النرجس،صديق طاب به اللقاء و هو يلقي لي في اماسي الادب بعض من قطوف طاف يجول في فرش العذب،للشاعر بلال الجبوري و لكل من يمر من هنا رقي التحيات والسلام….
18\06\2023
بقلم أمال السعدي
Discussion about this post