ساعات قليله وتهل علينا أعظم أيام الله فى الأرض إلا وهى العشر من ذى الحجه فالحمد لله أنه بلغنا تلك الأيام المباركة ..
تلك الأيام المعلومات التى أقسم بها الله سبحانه وتعالى للتعظيم من شأنها حين قال سبحانه فى سورة الفجر (والفجر وليال عشر ) وحين فضل فيها الذكر حين قال ( ويذكروا أسم الله فى أيام معلومات) فى سورة الحج
كما قال رسول الله ﷺ: فى فضلها
“مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”
روى عن إبن عباس رضي الله عنه أن الحسنه فى تلك الأيام بسبعمائه ضعف فيما سواها ، بمعنى أننا حين نقرأ صفحة واحدة من القرأن فى تلك الأيام تعادل سبعمائة صفحة، أى أكثر من ختمة قرآن فى باقي الأيام ، وكذلك الصلاة والصدقة وكل أعمال الخير ، وذكر بعض السلف والله أعلم أن صيام يوم من التسع أيام هذه يعادل صيام سنه كامله فيما سواها ،
ومن المعروف أن نهار العشر هذه أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان .وليالى العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالى عشر ذى الحجه لأن فيهم ليلة القدر والله أعلى وأعلم .
ومن فضائل تلك الأيام أن بها يوم عرفه وهو من أفضل أيام الله وليس بأفضلها حيث أن أفضلها يوم النحر ،
وصيام يوم عرفه يكفر ذنوب سنتين سنه ماضيها وسنه آتيه كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم ،
إذن هيا نتسارع لننال من نفحات ورحمات الله التى تأتينا دون جهد أو مشقه ،
فيا من ترقبت ليلة القدر ولم تدركها ، ها أنت الأن على موعد مع عشر ليالى تنال من خيرها وبركاتها كما شئت وكيف شئت ، فلنضرب بسهام الخير فى كل مجال من صيام وقيام وقرآن وصدقه ولو بالقليل فالصدقه تطفيء غضب الرب ، وصلة أرحام وبر والدين وإحسان إلى اليتامى والمساكين وإطعام الطعام الذي هو أفضل الأعمال إلى الله . وإصلاح متخاصمين ، وقضاء حوائج الناس .
ويامن رزقك الله من فضله وكنت تحج كل عام ومنعتك أى ظروف أمامك بيوت الأيتام والأرامل والمرضي والمحتاجين . تصدق عليهم بمصاريف الحج ربما تٌكتب لك سبعين حجه كما حدث مع عبد الله بن المبارك فى قصته المعروفه .
والله يضاعف لمن يشاء ، إنها تجارة مع الله ومن أكرم من الله ؟!
(من ذا الذى يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعاف كثيرة )
إنها أيام غير الأيام وليال غير سائر الليالى ، فأغتنموها (فالأعمال الصغيرة فى الأيام العظيمة تسبق الأعمال العظيمة فى سائر الأيام )
وإن لم تثقل الموازين فى تلك الأيام فمتى ستثقل ؟!
أُذكركم ونفسي بالإكثار من التهليل والتحميد والتكبير فى تلك الأيام المباركات ،
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
( ما أهــل مُهـل قـط ولا كـبر مُكـبر قـط إلا بُـشر بالجـنه )
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنه
ورزقنا وإياكم حج بيته الحرام من غير حول منا ولاقوة أنه ولى ذلك والقادر عليه..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ولا تنسونى من صالح الدعاء
وكل عام وحضراتكم جميعاً بألف خير …
Discussion about this post