بقلم … ميشال سعادة
أَنا
في
طَرِيقِ
العَودَةِ
دَائِمًا …
فِي العَودَةِ بَدءٌ يَتَحَكَّمُ
بَعضُ تَحَوٍّلاتٍ وَلَا نِهَـايَـةٌ ..
فِي البَدءِ ” كَانَ ”
حَيثُ اكتِمَالٌ وَلَا نَقصٌ كَمَا يُظَنُّ
يَا امرَأَة _
باتَ بَيتِي مَلِيئًا بالكتُبِ
بِالوَرَقِ
بِالأَقلامِ
بِالحِبرِ الأَسوَدِ
بِمِسطَرَةٍ تُقوِّمُ اعوِجَاجِي
وَمِمحَاةٍ تُصَحِّحُ أَخطَائِي
لكِنْ —
بِمَفرُوشَاتٍ مُتَوَاضِعَةٍ
طَاوِلَةٌ سَنَدُ القَلَمِ
كُرسِيٌّ سَنَدُ الجَسَدِ
وَأَورَاقٌ تَقِينِي بُرُودَةَ اللُّغَةِ
لَكِنَّ
قَلبِي
مَلِيءٌ
بالحُبِّ
بالعَتَبِ .. بالتَّعَبِ
كَثِيرًا
ما أُحِسُّ أَنِّيَ مَهزُومٌ
شَبِيـهُ بمَلِكِ الحَكَايَا وَالأَسَاطِيرِ
كأنِّيَ جِلجَامشُ يَبحَثُ عن عُشبتِـهِ
وَالحَيَّـةُ بِالمِرصَادِ
لا أُؤمِنُ باعتِقَادٍ قَاطِعٍ
الشَكُّ طَرِيقِي وَالشِّعرُ زَادِي
وَمِائِي
أُحبُّ الحُرُوفَ تَجتَمِعُ
تَصِيرُ كَلِمَاتٍ خَدَمَ المَعَانِي
إيمَاني كَبِيرٌ
بِقُوَّةِ الجَسَدِ يَتَفَجَّرُ طاقَاتٍ
وَفِي مَسَاءَاتٍ كَثِيرَةٍ
تُنَادِينِي تَعَاسَـةٌ هائلـةٌ
أَجهَلُ مَصَادِرَهَـا
كِأسٌ وَاحِدَةٌ
كَفِيلَةٌ بأَنْ تَمحُوَ وَجهَهَـا لِحِينٍ
كِتَابـةٌ تُضِيءُ تُعِيدُ العَافِيَـةَ
لَكِنَّ إيمَانِي مَعدُومٌ
بِشَعبٍ مَسؤُولُوهُ
يَخرَقُونَ القَوَانِينَ وَالأَعرَافَ
وَإِنْ هُمُ طيِّبُونَ إِن شَاؤُوا …
أُحِبُّ أَشيَاءً عَدِيمَةَ الجَدوَى
مُولَعٌ بالكِتَابـةِ إِن في المَسرَحِ
أَوِ فِي الشِّعْرِ ..
في
السِّيَاسَةِ –
عَبَثًا نَبحَثُ عَدَالَـةٍ
عَن حُرِّيَّةٍ لا تَنتَمِي إِلَينَا !
يا امرَأَة !
فِي جُعبتِي شَيءٌ وَحِيدٌ يَبقَى
أَحلُمُ بِالعَيشِ فِي جَزِيرَةٍ
مُمتَلِئَـةٍ بالخَفَايَا
بالشَّمسِ بالزُمُرُّدِ
بِخُلجَانٍ فاتنـةٍ
بأَجسَادٍ برُونزِيَّـةٍ
تَمنَحُ الحَرفَ مَنعَـةً
أَكتُبُ هُنَاكَ –
رَسَائِلَ إِلى أَصدِقَائِـي
أُحاوِلُ أَنْ أَرسُمَ
لَعَلِّي أستَعِيدُ مَوهِبَةً
سَقَطَتْ سَهوًا مِن اهتِمَامَاتِـي
أُمَارِسُ فِي المَسَاءَاتِ هِوَايَـةَ اللَّهوِ
بالقُربِ مِن صَدِيقَةٍ
أُغَذِّي أَحَاسِيسِي ..
لا خَوفَ أَمُوتُ ذَاتَ مَسَاءٍ
دُونَ إزعَاجِ أَحَدٍ ..
يُضِيءُ الغَسَقُ أَوقَاتِي الأَخِيرَة ..
لا شَيءَ يَمنَعُ أَنِّي كُنتُ مُولَعًا
وَلا زِلتُ بِجَزِيرَةٍ أُخرَى
فِي بَحرِ الجَسَدِ
تُسَوِّرُهَـا غَابَـةٌ صَغِيرَةٌ
أَجلِسُ إِلى بِركَـةِ مَاءٍ مَالِحٍ / حِلوٍ
أَرمِي بِصِنَّارَتِي
أَصطَادُ سَمَكًـا
كَثِيرًا ما كُنتُ الصَيَّادَ / الطَّرِيدَةَ
وَالبِركَـةُ بِركَـةُ مَاءٍ
كَثِيرًا ما كُنتُ أَرَى فِي المَاءِ حُورِيَّـةً
ثَوبُهَا عَسجَدٌ
شَعرُهَا كَستَنَائِيٌّ
جَسَدُهَا ذُو رَائِحَـةٍ بَريَّـةٍ أَصِيلَـة
شَفَتَاهَا ذَاتُ حَمِيَّـةٍ
فَمُهَا مَنحُوتٌ يَلمَعُ عَلَى وَجهِ المَاءِ
يَبرقُ للشَّمسِ
كَي تَجمَعَ خُيُوطًا ذَهَبِيَّـةً
إمرَأَةٌ مُتَوَحِّشَـةٌ مَصقُولَـةُ الجِلدِ
زَندَاهَـا أَسمَرَانِ
نَهدَاهَـا غُصنَا رُمَّانٍ مُكلَّلانِ
بِهالتَينِ قُدسِيَّتَينِ ..
هَذَا
كُلُّهُ
لِأَقُولَ –
سَرِيرُنا جَاهِزٌ أَيَّتُهـا الحُورِيَّـةُ
كَي نَحتَفِلَ بِدَارِ نَعِيمٍ وَحَنَانٍ
فِي
هَذِي
الدَّائِرَةِ
الصَّغِيرَةِ
سَعَـةِ الدُّنيَا ..
هَكَذَا –
… وَنُقفِلُ عَلَى ذَاتَينَا
فِي فَضَاءٍ مُزَخرفٍ بِمَشَاعِرَ لَيِّنَـةٍ
نَترُكُ العَنَانَ لِجَسَدَينِ يَلتَحِمَانِ
يَغُوصَان فِي بَحرِ الشَّهوَةِ
يَتَلامَسَانِ بِدقَّـةٍ
يَشتَعِلانِ
يَنطقَانِ لُغَـةً سَدِيدَةً
شَهِيَّـةَ الحَرَكاتِ
تَكَلَّمِـي
أَيَّتُهَـا
الغُرفَـةُ
الصَّغِيرَةُ
إِشهَدِي أيَّتُهَـا الجِدرَانُ عَلَى أَشيَـاءٍ
تَرَكنَاهَـا عَالِقَـةً
وَأَدِّي شَهَادَةَ الشَهـدِ ..
عَجِبًا –
كَيفِ لِحُبٍّ فِي دَائِرَةٍ مُعَتَّمَـةٍ
يَكتُبُ نُصُوصَـهُ المَجَازِيَّـة ؟
كَيفَ لِجَمرٍ مُفعَمٍ بالأَحَاسِيسِ
وَيَفغُو الشَّجَرُ زَهرًا وَرَائِحَـةً ؟
كَيفَ لِيَدَيكِ تَروِيانِ حِكايَاتٍ غَرِيبَـةً
عَن سِحرِ المَسَافَـاتِ ؟
يَدَاكِ
يدَايَ
تَسبَحَانِ فِي شَهوَةِ المَاءِ !
إذِا
يِومًا
رَجَوتُ استِرجَاعَ حَيَاتِي
لَن أَنسَى –
ذَاتَ لَيلَـةٍ لِقَـاءً
فِي تِلكَ الدَّائِرَةِ العَميَـاءِ
قَدَّمتِ حِينَهَـا أُمثُولَـةً
بَالِغَـةَ الأَزَلِيَّـة …
(….)
بقلم ميشال سعادة
Discussion about this post