( كجسور قسنطينة)
معلقٌ أنا على إشارات الإنتظار..
معلقٌ على عتبات الليل
وعلى صهيل ساعات النهار
يداي كجسور قسنطينة المعلقةِ
كأوصال جسر الدّير المرهقة
وشعرك الهارب مع نسمة الجنوب أوتار..
أنا يادار قلبي ما أنا
إن لم تكوني لمراكبي التيار..
تمر البلاد في عيني غريبةً
ولحظكِ يجمع عسل الروح
ويملأ حنايا القلب كما يُملأ الكِوار..
أيا دمشق الرّوح كم تعنّيني صباحاتي
حين يمر الصباح في مدينة دونك
لاتروي ظماءاتي..
فأخون طقوسك وذوقكِ
وألون زنابقي ورياحيني بلون غير لونك
و ألملم تفاصيلك الحبيبة عن بُعد
كزائرٍ يودعك القلب
ليس كباقي العابرين والزوار..
يهاجم الصيف باكراً أوردتي
تنضج شفتاك ، تتوّرد وجنتاك
وتذوب كطعم التين في عروق قافيتي
تنقّر أصابعك ِكعصافير الدوري على نافذتي
فألقاكِ في أحضاني ومابيننا جدار..
أيا مُنية المشتهى
كم يصبح الحديث عنكِ منهكٌ
والبوحُ طويلٌ مُربكٌ
حين يلوذ الصمت في صمتي
وتضغط المسافة على صدري
وتعتصر حنيني المدرار..
أنا سُقياكِ وفيكِ الغيث والسقيا
فكيف أمنع حشائش البحر في صدري
عن العصيان والشكوى
وكيف أمنع غليان الشوق مابين ضلوعي
بأن يطفو على سطري
كمايفور البن ويندلق من الركوة
وكيف إن يلوح طيفك
لا تتمرد على عرواتها الأزرار..
أنا الذي لازال يرسمك
حين يجوع وحين يشتهي الرجوع
وحين يعصف به التوق
وعندما يَمل وحينما يحتار
أنا الذي رسمتك مزاراً ليس كأي مزار
أنا الذي نصفي ثلجٌ ونصفي الآخر نار
فصّلت نجوم الليل لجيدك عقداً
وجعلت على مقاس خصرك
للكواكب محوراً ومدار
يتمدد وجهك على مرايا الكلمات
فتنصفني وتبسمُ لي الكلمات
وتطلق عيناك مع أنفاسي حوارَ غريبين لايتعبان
يقفان على حافة الدمع
ولايشكون لغير أناهم المرار..
أحبكِ الآن..أحبك من عمرٍ قبل الآن
أحبكِ غداً وبعد وقبل فوات الآوان..
شطآن أنتِ لبحر العمر
كم ستجدين في رسائل الموج
وقت المد والجزر
عن حبي لك قصائداً ماقلتها
وكم سيبوح لك الغروب
عندَ السادسة بأسرار ..
حسام غانم ٠٩/٠٦/٢٠٢٣
Discussion about this post