“رضينا بالهم والهم ما رضي بينا”.. مثل وحكاية
كتبت: دعاء سنبل
الأمثال الشعبية نستخدمها عندما نمر بموقف شبيه للمثل أو الحدث الأصلي، و لكل مثل أصل وحكاية ،والحكاية هي التي تجعلنا نتعرف على سبب إطلاق المثل ده ،وايه السبب وراء ظهوره ، وبالطبع الأمثال الشعبية ميراث تتوارثه الأجيال عبر الأزمان ونجده أكثر تواجد في الحواري والأماكن الشعبية و اليوم جيبلكم المثل الشعبي الشهير ” رضينا بالهم والهم مش راضي بينا ” أو مثلما يقال فى الدول العربية “رضينا بالهم والهم ما رضي فينا”
وهو من الأمثال الشعبية الشائعة بين أفراد المجتمع العربي، والذي يعبر فيه قائله عن حالة البؤس والشقاء، وقلة الحظ، أو انعدامه حتى، فهو يُضرب عندما يقبل الإنسان بأمر بسيط قد يسعده، إلا أنه يتركه. قصة مثل: “رضينا بالهم والهم ما رضي بينا”: تدور أحداث قصة مثل: “رضينا بالهم، والهم ما رضي بينا”
، حول فتاة من أسرة طيبة، لكن فقيرة الحال، والفتاة لم تحظَ بـ التعليم، وها قد بلغت 28 عامًا من عمرها، وبدأ كلام الناس يلاحقها من هنا وهناك، إذ يقول لها البعض: “متى سنفرح بك، وهـم في الواقع، يضحكون عليها، ويسخرون منها، ويقولون عنها انها وصلت سن العنوسة. لكن ماذا تفعـل المسكينة؟ هي حقًا لا تعـرف ماذا تفعـل؟
بعد مدة وبعد طول انتظار، تقدم لها عريس، ففرحت كثيرًا، قائلة بينها و بين نفسها:
باتت تهلل وتقول أخيرًا جاءني عريس، وكانت المفاجأة، هي أن العريس عاجز، يسـير على عكازين؛ لأنه كان منذ صغره مصابا بشلل الأطفال، كانت في حيرة .. وقرر أن توافق به لكي تتخلص من مطاردة الناس لها، وفي وقت الخطوبة وهي تحاول أن ترسم البسمة على شفتيها حاول العريس أن يقف على قدميه، لكي يلبسها بعضًا من زينة العرس، إلا أنه لم يسـتطع، إذ سقط على الأرض، فاصفر وجهها، وقالت في نفسها: أهذا هو العريس الذي طال انتظاره؟ أهذا هو رجل الأحلام؟، ما العـمل؟، هل هناك بديل؟.
لقد وافقـت الفتاة المسكينة على هذا الزواج، والجميع ينظرون إليها، ويقـولون: “خسارة فيه، لماذا هي مستعجلة على الزواج؟ وتسمعهم يقولون المثل الشعبي الشهير “تصوم تصوم، وتفطر على بصلة!”،
احـتارت المسكينة، غير أنها رغـم كل هـذا تمسكت به أكـثر، وبعـد عام ونصف، وهي تحـاول أن تخضع لنصيبها، وما قسمه الله لها، كانت المفاجأة الكبرى، إذ إن العريس هو قد طلب فسخ الخطوبة، لكن، لماذا؟ -لأن العروس غير متعلمة، إنه يريد عروسًا متعلمة؛ لتكـون سندًا له في تربيـة الأولاد،
اسئلة كثيرة دارت في خاطرها، وهي تخلع بدلة العرس، ولكنها بكت وبكت، ثم قالت: “رضينا بالهم، والهم ما رضي بينا”.
Discussion about this post