الفرق بين النحلة والذبابة
في لحظات من التأمل والتفكر في هذا الكون الكبير تلفت نظرك أشياء صغيرة ولكنك تجد فيها من المعاني الكامنة والأسرار الدفينة ما يعجز أمامها عقلك ويحار لها فكرك ولا تملك إلا أن يلهج لسانك بذكر الله وشكره وحمده والثناء عليه.
النحلة والذبابة لما تأملت فيهما وجدت أن الفرق بينهما كبير وأن البون شاسع في كل شيء في الاسم والوصف والعمل.
فتعالوا وتأملوا
النحلة: في اللغة من نَحل : هزُل وضعُف, والنحّال : مُربّي النحل , والنحّل: العطية, قال تعالى: ” وأوحى ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ” .
أما الذبابة: في اللغة فهي من ذَبّ ذبّا: أي لم يستقر في مكان واحد, وأصابه ذباب الأمر: شره, ويقال ذبّ الغديرُ أو النبات: أي جف ويبس, وسمي الذباب ذبابا لأنه كلما ذُبّ آب : أي أنه كلما دُفِع عاد .
والمتأمل يجد النحلة تطير في هذا الكون وتقطع أميالا بحثا عن أجمل ما فيه, زهرة هنا أو وردة هناك تأخذ من رحيقها لتصنع لنا عسلا شهيا فيه شفاء للناس.
أما الذبابة فتطير في هذا الكون بحثا عن الأوساخ والقاذورات تقع عليها, تتلوث بها وتلوث بها الأماكن تحمل الميكروبات والجراثيم وتنقل لنا الأمراض .
وما أحلى روحَ الفريق والعمل المتكامل, فنحلتنا نشأت على العمل الجماعي, فهي تحترم قوانين هذا العمل من أجل صالحها وصالح خليتها, بل قد تضحي بنفسها من أجل بني جنسها وسلامة خليتها, وإن وجدت خيرا أو اكتشفت حقلا دعت أخواتها إليه لينعم الجميع برزق الله .
أما الذباب فتجدهم فرادى على كل قذارة يسقطون, يتشاجرون ويتدافعون, ولا تجدهم مجتمعين إلا على جيفة عفنة, أو قذارة منتنة.
واعلم أنك إن وجدت تجمعا للنحل فإنك قريب إما من حقل للأزهار أو خلية للنحل تحوي عسلا طيب المذاق.
وعافاك الله من تجمع الذباب فكلكم يعرف على أي الموائد يجتمعون.
أحبابي .. النحلة لا ترى منها إلا خيرا فهي إما تسقيك من عسلها أو تضيء لك الظلمات بشمعة من صنعها , وإن ضايقتها قد تلسعك بقرصة تفيد جسمك وتقوي مناعتك .
أما الذبابة فتغيظك بدورانها حولك, أو تمرض بنقلها العدوى لطعامك وشرابك , أو ترفع ضغطك وهي تزن في أذنك ليلا أو نهارا .
Discussion about this post