نورا عواجه
يفشل حين يبحثون للشاب المتميع المتفلت عن بنت فاضلة .
يفشل حين يتزوج الشاب من بنت تثقفت على ثقافة منظمات النسوية التي واجبها تدريب المرأة على التمرد وحِدّة اللسان .
يفشل حين يكون كلاهما تربية خارج ضوابط الدين والأخلاق والتقليد المنضبط بالشرع ولاأقول التقليد المنافي للشرع .
يفشل حين يكون البحث عن جيب المقابل وليس قلبه ومشاعره، فمن بحث عن امرأة لأجل مالها فسيكون عبدا ذليلا لأنه تزوج جيبا وليس قلبا، وكذا حين تتم الموافقة من اهل البنت على فلان لأنه غني وأهله اغنياء .
يفشل حين يتم اقناع الولد والبنت على القبول فقط من أجل القاب ووجاهات اجتماعية ليقال فلان اخذ من فلان، وكأن الزواج عملية بناء وجاهات ومفاخرات، وفي النهاية ترى عش الزوجية إما ينهار، او تنخره الخيانات الزوجية لأن القلوب متنافرة لاتسعفها القاب وأسماء .
يفشل حين يدخل كل من الولد والبنت عتبة الزوجية ولم يتخلصوا من رواسب علاقات ماضية، فترى كل واحد منهما يقيس صاحبه ومواصفاته بمقاييس الذي في باله سابقا، فلاهو قطع نفسه عنه ولاهو ارتبط بالحاضر كليا، فتراهما جسدين ملتصقين وقلبين متباعدين وهنا يبدأ التنافر والبحث عن اي سبب للقطيعة والبحث عن نقائص كل منهما بدل البحث عن فضائل كل واحد للآخر .
يفشل حين يتدخل اهل الزوج والزوجة في كل شأن محاولين فرض رأيهم دون النظر لمن معه الحق .
يفشل حين يريد كل واحد اسقاط مافي مخيلته من نجوم الشاشة على حياته .
يقول قائل : الوضع الإقتصادي له دور في خراب عش الزوجية، اقول : إن اغلب الناس من آدم وللآن عانوا ويعانون من الفقر والحاجة لكن الذي قوى سقف بيوتهم هي القناعة والصبر وعدم ارهاق الزوج بما لاطاقة له، والأمل بالله بتحسن الحال .
يقول : لكن مفردات الحياة تعددت وبالتالي زادت الحاجة للمال، نعم صحيح لكن ثق يا أخي ثقي يا اختي قضية مفردات الحياة لن تتوقف بل تزداد، والشاطر من يعرف كيف يوازن بين الأهم والمهم، فثقافة التسليع وشفط الجيوب فن قائم بذاته ومن ركض وراءه لو كان صاحب تلال من المال سينتهي ماله ولاتتوقف ثقافة شفط الجيوب .
سابقا كنت تقف امام بقال المحلة فتشتري حاجتك التي لابد منها، اما اليوم فالمولات التي هيأت لك عربة تغريك ومواد استهلاكية اغلبها لاضرورة له، خذ على سبيل المثال : كنا سابقا نتعامل بالتايت وصابون الملابس وصابون حلب، انظر اليوم لمئات المساحيق والمواد كم تستنزف من مالك واغلبها تحايل لشفط جيبك، فلاتخرج الا وقد ملأت عربتك وافرغت جيبك بمواد كثير منها لاضرورة له .
حاصل القول : لقد اصبحنا اسرى ثقافة انه لايجوز ان ينزل شيئ للسوق وأنت لاتشتريه، كيف وقد اشتراه فلان وفلانة، والغيرة السلبية اساس خراب البيوت .
والموضة اليوم : تبديل الأثاث بحجة ذهب موديله وخذ وهات ترى الرجل يلهث لأجل ان يرضي ثقافة تأسست وتم تعبئتها في العقول بواسطة الإعلام الماكر الذي هو احد اذرع الراسمالية المدمرة .
ولذلك : النتيجة تخمة المحاكم بقضايا الطلاق .
Discussion about this post