بقلم دكتور… عاطف معتمد
في عام 1327 هجرية / 1909 ميلادية أتم الخديوي عباس حلمي الثاني أداء فريضة الحج، وكان من بين فوج الحج الملكي المؤلف والرحالة محمد لبيب البتنوني الذي تكفل بتأليف كتاب عن هذه الرحلة.
والحقيقة أن حصة “الترحال” ونصيبه في هذا الكتاب أقل ما يكون، حتى أنه يصعب أن نصنف الكتاب بشكل مثالي ضمن أدب الرحلة. وذلك لأن خط السير كان عبر البحر من السويس إلى رابغ وجدة دون ذكر أية معالم عن الطريق، كما كانت الحركة داخل الأراضي الحجازية مقيدة بالمسار الرسمي للخديوي عباس.
وقد حاول المؤلف تعويض ذلك بالرجوع إلى كتب السابقين، ويبدو أنه كان يعرف نقطة الضعف في كتاب رحلته فأسهب في العودة للمصادر السابقة، وقد أسعفته رحلة العودة عبر السكة الحديد التي انطلقت من المدينة إلى فلسطين حتى ميناء حيفا ومن هناك عبر البحر إلى الأسكندرية.
وقد وفق المؤلف في الجمع بين المؤلفات السابقة والرحلة الطازجة ، بينما جاءت المقدمة التي تزيد عن 50 صفحة بمعايير اليوم 2023 حشوا زائدا يمكن التخلص منه، ونفس الشيء عن الجزء الأخير من الكتاب الذي يمكن القفز على محتوياته التي صارت اليوم معروفة بعد قرن من الزمن.
ومع ذلك، يمثل الكتاب مصدرا بالغ الأهمية في التعرف على حياة مكة والمدينة، والعلاقة مع الدولة العثمانية، وعلاقة مصر والحجاز، والآثار الثقافية التي تركها الفرس والترك والهنود والروس في الأراضي الحجازية. كما يحسب للكتاب أنه يضم خرائط وصور وأشكال نادرة تمثل وثيقة تاريخية.
وأقترح على إحدى دور النشر المهتمة أن تعهد لأحد الباحثين من المؤرخين أو الجغرافيين بأن يعيد تحقيق الكتاب (أو عمل دراسة عنه)، في نسخة عصرية تخلصه من الحشو الذي فات زمنه وتلقي الضوء أكثر على الأصيل والجديد الذي وضعه المؤلف في كتابه الذي يتجاوز 470 صفحة، ويمثل شهادة على رحلة “الحاج عباس” قبل أكثر من 110 سنة.
رابط تحميل الكتاب في نسخة كاملة PDF :
https://archive.org/details/1329p.d.f3652
Discussion about this post