نورا عواجه
هُنالكَ فيلمٌ أجنبيٌّ، سأل فيه بطل الفيلمِ البطلةَ :
“ما أكثر شيءٍ تتمنّينه في حياتكِ؟
فَأجابتهُ قائلةً :
I just want to be somebody’s first choice
مما يعني :
“أنا فقط أريدُ أن أكونَ الإختيارَ الأوّل في حياة أحدهم”.
فماذا تعني :
الإختيار الأوّل في حياةِ أحدهم ؟
هذا يعني أن يفكّر بكَ أحدهم قبل كلِّ شيءٍ وكلّ شخصٍ في حياته وعالمهِ…
أنّه لا يقدر على النّومِ وأنتَ غاضبٌ منهُ، وحتّى لو لمْ يكُن الخطأَ خطَؤُهُ…
أنَّهُ يعطيكَ آخر قطعةٍ نقديّةٍ في جيبهِ مسروراً…
شخصٌ يُطعِمُكَ فَرِحاً ولو كانت تلكَ اللّقمةُ آخر لقمةٍ في يدِه، برَغمِ جُوعهِ.
شخصٌ يراكَ دوماً أجمل إنسانٍ في العالم مهما كانت حالتكَ وقتئذٍ.
شخصٌ يستحملُ غضبكَ وتعَبَكَ وسوءَ مزاجكَ ويصبرُ على أيِّ ضائقةٍ تحلُّ بكَ…
شخصٌ أكبر همومهِ أن يراكَ حزيناً مُنقبضَ الصّدرِ، وأكبرُ أمانيهِ أن تكونِ مرتاحَ البالِ.
شخصٌ كثيرُ البشاشةِ في وجهكَ، قليلُ العتابِ وتوجيهِ الّلومِ لكَ.
شخصٌ لا يملُّ منكَ ومن روحكَ مهما طالَ الزّمنُ الّذي جمعكما.
شخصٌ يرى روحكَ قبلَ جِسمكَ، وقلبكَ قبلَ تفاصيلكَ الخارجيّةِ.
شخصٌ تكونُ بكُلِّيَتكَ مُعَشعِشاً في قلبهِ وعينيهِ وكيانه كلّهِ، وكأنّهُ لا يَرى غيركَ في الوجودِ.
شخصٌ لا يضعكَ في مُقارناتٍ مع شخصٍ آخر، مهما كانَ ذلكَ الإنسانُ متميّزاً.
شخصٌ يُفكِّر قبلَ أن ينطقَ بكلِّ كلمةٍ يُمكنُ أن تُضايقكَ أو تجرحكَ أو موقفٍ يُمكنُ أن يُزعجكَ.
شخصٌ يَسندُ ظهركَ حينما تترنّحُ حتّى لا تقعَ، ويُمسكُ يدكَ ويرفعكَ للأعلى لئلّا تسقط.
شخصٌ يُربّتُ على ظهركَ وكتفيكَ في حالِ شعوركِ بالتّعب والإنهيار، فيمنحكَ قوّةً وطاقةً للإستمرارِ قُدُماً في الحياةِ.
شخصٌ يُقَدِّمُ لكَ كلّ شيءٍ تحتاجهُ، من دونِ أن ينتظرَ المُقابلَ لذلكَ.
وأفعالاً عديدةً أُُخرى، يطولُ المقامُ في ذكرها كلّها…
أن يكونَ شَخصاً إذا لم تُقابلهُ في حياتكَ فستكونُ قد مُتَّ فاقداً الكثير في الحياة، شبهَ ميّتٍ في غالبية لحظات عمركَ… ناقصَ حُضْنٍ” .
د.حسن زهير دقامسه
أخصائي الطب النفسي والإدمان
الأردن – إربد
Discussion about this post