قصة قصيرة للكاتبة
سوسن العوني …
خَيبةٌ
تَصمُتُ الصّرَاصيرُ ، تتَسَارَعُ النُّجُومُ إلى مَخادِعِهَا…
تُلقِي بِجَسَدِهَا المُتعَبَ بينَ الأغطِيّة، كلُّ مَا بِداخِلهَا دُموعٌ، سِهَامُ غَدرِ تُرشَقُ في صدرِها، وَ الخَفَافيشُ تُحلّقُ فوقَ أشلاَءِ قَلبِهَا… كَانَ ظِلّهَا الذي لاَ ينفصلُ عنها في الحرِّ أو البَردِ.
الآنَ تَستَمعُ إلَى أنْفَاسِ نائمينَ لاَ تَعرِفُهم فَتَكتَوي بالنّارِ أكثرَ ، تَحتَ الوِسادَةِ تَضغَطُ علَى رأسِهَا المُتَصَدّعَ بالأفكَارِ….
الألاَمُ تُنَكّدُ نَومَهَا بالأنِينِ، الضّفادِعُ تُنَغّصُ بنَقيقِهَا غديرَ هذه الأفكَارِ التّي تُلازِمُهَا وَتَسبَحُ في مَدَارِ عَقلِهَا بَعدَ أن سَقَطَت بَينَ أنيَابِ اليأسِ فأبْحَرت في عَتَمَتِهِ…
وهَاهوَ حبلُ الكَذِبِ يَلتَفُّ حَولَ رَقَبَتِهَا بَعدَ أن وَعدَها أن تَكونَ مرتاحةً في هذا المَكانِ الأكثَرَ هدوءً من منزِلها…
قالَ لها هُنا يُوجدُ الحبُّ والعِنَايةُ الفائقة فأغرَقَها غِيابًا…
قَد ضاقت بِهَا السُّبلُ، زارَهَا المَشيبُ خانَتهاَ قوَائمُهَا المُتَهالِكة ، خَارَت قِواهَا وَجَعَلها كعصف مَأكولٍ فأصبَحت جُثّةً تَحيا بالجَماجمِ التَّالفةَ.
بقلم الكاتبة سوسن العوني
Discussion about this post