بقلم دكتور …. محمد الدليمي
أحكام التلاوة والكتب المقدسة
اغلب الباحثين يخيل له إن الكتب المقدسة ، توراة موسى وأنجيل عيسى وكتاب يحيى عليهم السلام والصحف المكرمة المرفوعة نزلت بغير أحكام التلاوة ومن هنا لا يمكن أن تكون تلك الكتب المقدسة نزلت بغير العربية ، ويكفينا شرفا اقتبسنا تلك الأحكام من اصحاب الكتب المقدسة من قبل قال تعالى ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) آل عمران ٩٣ ؛ وهذا دليل قاطع وفرق واضح ما كان متعارف عليه عند بني إسرائيل والمسيحيين إنهم كانوا أهل إيمان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لم يعترض لإيمانهم أو تكون له الحجة عليهم وإنما تعرض على ( اليهود والنصارى ) كما اسلفنا في منشورات عدة الكافرين المحرفين وقلنا هؤلاء موجوين في كل دين ليحرفوه عن طريقه المستقيم.
نجد عكس ذلك تعامله مع المؤمنين من اصحاب الكتب السابقة والروايات والوصايا بهم كثيرة فنرجو من القارئ التدبر قبل البوح برأيه الذي جعله طريقا له .
جميع الديانات السماوية هي دين واحد لا فرق بينهما مهما طال الزمن عليهم ومهما كثر أو قل اتباعه قال تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) البقرة ١٣٦ ؛ ويبقى القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية وصحفها قال تعالى ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) المهيمن على جميعها بمعنى أخر من خلال الدراسات اللغوية التي أوقفها أهل الضلالة والنسيان إلا من رحم ربي وجعل عمله مركونا على الرف ، ومنها نستطيع اخراج الزيغ والتحريف وكذلك صدق الحديث وبيانه ، وماكان في الصحف الأولى والكتب المقدسة ؛ وكذلك هو مهيمنا على جميع كتب التفاسير وكتب الحديث لا العكس كما يظنه البعض من المتفيهقين الذين نسخ الآية بالحديث أو بقول عالم مفسر أو حكيم ولا أقول عنهم مجانين إلا ما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين إنهم ( المتفيهقون ) أسوء خلق الله قاطبة .
القرآن الكريم هو المسيطر والشاهد والرقيب والموجه وهو المعين فمن أنكر أحداهن أنكر كلام الله ومن نسخ القرآن الكريم بسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فقد أنكر السنة النبوية المطهرة .
القرآن الكريم هو التاريخ الصادق والحاضر الأمين والمستقبل الشاهد .
Discussion about this post