“دردشة صباحية مع الذات”
كمال المبروك
الحقيقة أن الإبداع يعيش معك، شخص له كيان، له حضور، يشاركك المكان والزمان.
لا تستحقّ ان تستدلّ أو تبرهن على وجوده.
ينتظر البعض إثبات ورقيّ. (كتاب)… والآخر لا أدري ماذا ينتظر؟…
سُئل جحا كيف تقبل أن تراهن على قطع رأسك؟ هل أنت قادر فعلا على تعليم الحمار؟
_نعم…أكيد فعشر سنوات التي حدّدتها شرطا لتعليمه كافية. عشر سنوات في القصر كمدّة كافية…
_بحقّ السماء ماذا تقول؟
_هذه فترة كافية، وافية… عشر سنوات قد يموت فيها الحمار… وقد يموت الملك وربّما… لا يكتب لي الله الحياة لأرى بأمّ عيني الحمار الحكيم و قد نطق كما نطق الححر…
هؤلاء ينتظرون وقد صوّر لهم الوهم أنّهم في انتظار… ولكنّه القفز إلى الأمام…
“إما يا إمّا” كما يقول المثل.. أن تكون مبدعا أو لاتكون.
وقد حدّث الرّاحل نور الدين صمّود طيّب الله ثراه في مجمل نوادره في كتاب هزل وجد أنّ: أحد الأثرياء البخلاء قصده أحد جيرانه توفّي له ولد. والحال أنّ الجار فقير لا يملك من المال ليتمّ إجراءات الدفن _فنحن في زمن حين يداهم الموت منزلا فاعلم أنّ بابا لإنفاق قد فُتح :إجراءات دفن معقّدة، وثائق وآداءات على الدّفن تصل لنصف مليون في بعض البلديات، مواكب العزاء وما تتطلّبه من طعام. فيوم “الفرق” يطبخ من الطّعام ما يطبخ في ولائم الفرح أو أكثر _فاعتذر البخيل وطلب من جاره أن يمهله أيّاما معدودات ليؤمّن المبلغ المطلوب ….
_أضع ولدي في الملح حتى تتكرّم بمساعدتي… عفوا قد أخطأت العنوان….
وهكذا سادتي،ثمّة أشياء لا تنتظر. الموت قابع خلف الباب… ونحن نأخذ حظّنا من الحياة… والإبداع لا ينتظر خلف الباب. المبدع بيت عامر بالفكر، بالإحساس، وبكلّ ماهو جميل..
حافظوا على المبدع…لأنّه زينة من زينة الحياة، يلوّن بريشته، بقلمه،فرشاته،عدسته… الوجود وينفض غبار الرتابة ليعطي للحياة معنى…
كمال المبروك
HAKAWATI BABA AZIZI
قليبية
_
Discussion about this post