يقول مصطفى : كانت أمي هي الشمعة اللي منورة بيتنا ، برحيلها أظلم البيت و فقد روح الحياة .
بعد ما أمي توفاه الله اسودت الدنيا بوجهي ، لم أعد اطيق البيت ، أصبحت أخرج مع أصدقائي أحيانا و أحيانا ازور اختي الوحيدة اللي تزوجت بمنطقة قريبة منا و أوقات أخرى التجأ إلى ركن في هذا العالم لأكون لوحدي مع حزني .
أبي لا زال شابا لم يتجاوز عمره 50 عاما ، صحيح أنه كان محبا لـ أمي و لكن هل سيكمل حياته وحيدا ؟
كانت جارتنا نادية مطلقة وهي شابة في عمر 34 سنة ، كانت صديقة ماما الله يرحمها ، عمري ما فكرت أنها ممكن تكون زوجة لأبي .
بعد وفاة ماما والوحدة اللي بابا فيها وجارتنا اللي بدأت تهتم فينا و خاصة والدي ، بابا قرر أن يتزوجها .
في يوم رجعت البيت وجدت أبي و زوجته اللي جابها على بيت ماما ، سهرانين في الصالة ، بصراحة انا خجلت لاني رجعت بيتي و وجدت بابا و زوجته آخذين راحتهم بالبيت ، دخلت غرفتي ما خرجت لغاية الصبح ، بعدها فكرت اني لازم ابتعد ، فكرت بالسفر ، أبي لم يعارض على سفري ، سافرت لدولة الإمارات واشتغلت هناك ، طول مدة سفري عشر سنوات لم يكن بيني وبين بابا اتصالات إلا ما ندر .
في يوم كنت بالعمل وصلني اتصال من زوجة أبي ،بتقول فيه : أرجوك يا مصطفى احضر حالا ، والدك توفي .
خبر لم يكن بالحسبان ، صحيح من عشر سنين ما شفت بابا ، لكن ألم الفقد موجع ، بلا تردد أخذت إجازة من شغلي ورجعت بلدي .
دخلت البيت وأنا حزين على فقدان والدي ، وجدت نادية زوجة أبي باكية حزينة وبجوارها أربعة أطفال ولدين و بنتين ، المفاجئة اللي صعقتني لما عرفت انهم اخواتي ، قالت لهم سلموا على أخوكم مصطفى هو أبوكم بعد المرحوم بابا .
قالت لي زوجة أبي : انت الآن مكان أبوكم عشان تصرف على اخوتك وتهتم بهم لأن ما في لهم غيرك وأنا لا امتلك من المال ما اربيهم فيه ، الآن هذه مسؤوليتك ،
أنا مش عارف أتصرف واعمل ايه ، أنا رجعت ليه ؟
انا الآن عمري 31 سنة كنت اشتغل عشان اتزوج ، مين البنت اللي تقبل تتزوج واحد عنده أربعة وأمهم ؟!؟!
أنا ذنبي ايه إن بابا يتزوج وينبسط ويعيش حياته ، ويموت ويترك أطفال .
هل فرض علي اني ابقى مع اخواتي اصرف عليهم ؟
أم اني اسافر من جديد وابحث عن مستقبلي و اتزوج واستقر و زوجة أبي تدبر نفسها ، هي حرة تصرف أو تشتغل أو تشحت انا شو ذنبي .
أفكار تدور بدماغي لغاية ما حسيت أن دماغي رح تنفجر من التفكير .
Discussion about this post